قصة عجيبة .....لأوس بن حارثة !!!
صفحات من أعلام لام... أوس بن حارثة بن لام الطائي
مما جاء في مروج الذهب للمسعودي أن من محاسن أوس بن حارثة بن لأم الطائي ، أن النعمان بن المنذر دعا بحلة نفيسة، وعنده وفود العرب من كل حي، وفيهم أوس، فقال لهم: احضروا غدا، فاني ملبس هذه الحلة أكرمكم، فحضر القوم، إلا أوسا، فقيل له: لم تتخلف؟ فقال: إن كان المراد غيري، فأجمل الأشياء بي ألا أكون حاضرا، وأن كنت المراد فسأطلب، فلما جلس النعمان، ولم ير أوسا، قال: اذهبوا الى أوس، فقولوا له: احضر آمنا مما خفت، فحضر فألبس الحلة، فحسده قوم من أهله، فقالوا للحطيئة: أهجه، ولك ثلاثمائة ناقة، فقال: كيف أهجو من لا أرى في بيتي أثاثا ولا مالا إلا من عنده؟ ثم قال:
كيف الهجاء وما تنفك صالحة ------ من آل لأم بظهر الغيب تأتيني
فقال لهم بشر بن أبي حازم : أنا أهجوه لكم، وفعل فأخذ الإبل، فأغار أوس عليها، واكتسحها وطلبه، فجعل لا يستجير حيا من أحياء العرب ، إلا قالوا له: قد أجرناك من الجن والإنس إلا من أوس. فكان في هجائه اياه ذكر أمه، فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتى به أسيرا، فدخل أوس الى أمه واستشارها في أمره، فقالت: أرى أن ترد عليه ماله، وتعفو عنه وتحبوه، وأفعل أنا مثل ذلك، فإنه لا يغسل هجاءه إلا مدحه، فأخبره بما قالت: فقال: لا جرم، والله لا مدحت أحدا حتى أموت غيرك، ففيه يقول:
إلى أوس بـــن حارثــــة بـــن لأم ------ ليقضي حاجتي فيمن قضاها
وما وطيء الثرى مثل ابن سعدى ------ ولا لبس النعال ولا احتذاها
|