الملك عبد العزيز والعجاجي والمجلس البلدي
الملك عبد العزيز والمجلس البلدي بالأحساء
ماهر بن ناصر بن محمد بن عبد العزيز العجاجي
كثيرة هي الأعمال التي قام بها الملك عبد العزيز - رحمه الله - للأحساء منذ أن تم دخوله إليها في شهر جمادى الأولى 1331هـ وحتى وفاته.
وكثيرة هي الوثائق التي تتحدث عن ذلك والتي كانت بحوزة الجد الشيخ محمد بن عبد العزيز العجاجي الذي كان من أشد المقربين للملك عبد العزيز في الأحساء وكانا - رحمهما الله - يتبادلان الرسائل في كثير من القضايا السياسية والاقتصادية والإدارية والثقافية وغيرها ممِّا يهم البلاد في كل قضاياها آنذاك..
كان الملك المؤسس - رحمه الله - شديد الثقة بصديقه الشيخ محمد العجاجي، كما كان كثير الثقة بأسرته التي كان لها مواقف مشرفة مع الملك عبد العزيز والأسرة الحاكمة، فكان يطلعه على كثير من القضايا المهمة ويطلب منه المشورة والعمل فيما يصلح البلاد والعباد..
ومن جملة الوثائق الكثيرة التي اطلعت عليها وثيقة في غاية الأهمية لأنها تؤكد حرص الملك عبد العزيز على قضايا التنظيم والإدارة في وقت مبكر من نشوء هذه الدولة، وحرصه كذلك على محاربة الفساد بكل أنواعه..
الوثيقة تحمل الرقم 117 وتاريخها 3-6-1349هـ، وهي رسالة من الملك للجد الشيخ محمد العجاجي وتقع الرسالة في صفحتين، وقد تضمنت توجيهات من الملك للشيخ محمد العجاجي بخصوص أملاك والده الإمام عبد الرحمن الفيصل، وكذلك بخصوص تنظيم بيت المال في الأحساء، وأيضا تتحدث هذه الوثيقة عن التقارير التي سبق أن أرسلها الجد محمد العجاجي عن المجلس البلدي في الأحساء للملك عبد العزيز، والواضح أن جلالة الملك اطلع عليها ثم كتب رسالة للجد بهذا الخصوص، ومما جاء فيها :»من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى جناب المكرم الأفخم محمد بن عبد العزيز العجاجي سلمه الله …» إلى أن قال: «من قبل تقارير مجلس البلدية وصلت واطلعنا عليها، وجميعها طيبة وموافقة وإننا ممنونين من ذلك وقد صدقنا عليها وهي تاصلكم طيه».
إذن الملك عبد العزيز كان يطلع بنفسه على التقارير الصادرة من المجلس البلدي ويعلق عليها حسب رؤيته، والأهم أن هذا المجلس نشأ بموافقته لأنه كان يدرك أهمية هذه المجالس في إدارة المشاريع البلدية بصورة جيدة.
إن بعض الوثائق الأخرى تشير صراحة إلى حرص الملك - رحمه الله - على حفظ المال العام، كما كان يؤكد في رسائله على أهمية تواجد أعضاء المجلس البلدي في أعمالهم وعدم إهدار أوقاتهم، والاهتمام بمهامهم في العمل على تحسين منطقة الأحساء لراحة الأهالي وإدخال السرور عليهم..
وأجد من المهم جداً أن أشير إلى أن الموقع الإلكتروني للمجلس البلدي يشير إلى أن أول مجلس بلدي نشأ في الأحساء كان عام 1371هـ أي بعد ذلك التاريخ بحوالي اثنين وعشرين عاماً، والحقيقة أنه نشأ في الأربعينات الهجرية وبتأييد من الملك عبد العزيز، ومتابعته لأعماله..
وكما قلت فإنّ هذه الوثيقة مع غيرها من الوثائق الأخرى تؤكد حرص جلالته - رحمه الله - على متابعة كل القضايا المتعلقة بالأحساء والاستعانة بذلك بأهل الخبرة الذين يثق بهم في تحقيق مقاصده في تطوير سائر مناطق بلده، ولعل فرصة أخرى تتاح لنا لكي نلقي الضوء على بعض الوثائق الأخرى التي كان يتبادلها مع الجد الشيخ محمد العجاجي - رحمهما الله -.
جريدة الجزيره ( الأحد 20 شعبان 1431 العدد 13821 )
|