وأشري لك إللي ركضها ما تقدا ... ماحدٍ لقى فيها عيوب وعذاريب
قبا على خيل المعادي تحــدى ... مثل الفهد توثب عليهم تواثــــيب
أنا أشهد أنك باللوازم تِســدا ... لو حال من دونه عيال ٍ معاطيب
ليث ٍ على درب المراجل مقـدّى ... ما فيك يا ذيب السبايا عذاريب
وبعد ان قالها والده بطريقة المزاح اسرها في نفسه ولما تاكد من نوم ابيه فذهب لبعض أصحابه من الشبان وأمر عليهم أن يرافقوه ، فشدوا مطاياهم وركبو مع ذيب وبعد ذلك سألو ذيبآ إلى أين نحن ذاهبون؟ فقال لهم إلى ديار القوم ، وأشار إلى قبيلة عتيبة ، لنكسب منهم أبلآ لأهلنا ، وقال لبد أن أتي لوالدي من خيار إبل عتيبة ، وبعد ثلاثه ايام من السير قصدو بئرآ في ديار عتيبة ليستـقوا منها الما ويسقوا رواحلهم ، وهذه البئر تسمى (( ملية)) وهي تقع غربآ عن جبل ذهلان ، بأواسط نجد وعندما انحدروا عليها رأوا قبيلة عتيبة على البئر يستقون فأراد ذيب ورفاقه أن يرجعو لئلا يروهم فينذروا القبيلة بهم ، وكان من السقاة صياد أخذ بندقية وتوجه إلى الوادي الذي انحدر منه ذيب ورفاقه ، باحثآ عن الصيد ، وعندما رأى ذيبآ وجماعته اختفى تحت شجرة وأطلق عليهم عيارآ ناريآ ، فاردا الله أن تصيب ذيبآ إصابتة مميته
لقد حلت الكارثه الكبر على الشيخ شالح الطاعن بالسن شالح بن هدلان ، إنه فقد كل أمل في حياة : فقد كل ركن وجه البار ، فقد الأبن المطيع
بعد ما سقط ذيب على الأرض أناخ رفاقه مطايهم وتسابقو إليه وضموه إلى صدورهم ، فوجدوه جسمآ بلا حياة ، وانهالوا عليه بالقبل ، وودعوه بدموعهم الساخنة ، ثم وضعوه بكهف بجانب الوادي ، وقفلوا راجعين إلى اهليهم ، اما الصياد الذي اطلق النار ، فقد ظل مختبئآ تحت الشجره ، إلى أن رأى الركب قد ولى ، فأتى إلى مكانهم ووجدو الدم يلطخه ، ثم عمد إلى ذيب وهو بكهفه ، وعندما راه وجده شابآ وسيم الطلعة ، وفي خنصره الأيمن خاتم فضي ، كانت رائحة الطيب تعج منه ، وكان لباسه يدل على أنه شخصية بارزه فرجع إلى جماعته الذين يستقون من البئر فسألوه عن الرميه التي سمعوها عنده ، فقال أن ركبآ من العدي انحدر من الوادي وبعد ان رأوكم نكسو راجعين ،فاطلقت عليهم عيارآ ناريآ قتل منهم شخصآ تبين لي انه زعيمهم ، وقد وضعوه في الكهف ، فتوجهو اليه وكان معهم وعندما وصلوا اليه صاحت الفتاه بأعلى صوتها وقالت ويحك هذا ذيب بن شالح بن هدلان ، الذي كنا بجواره بالعام الماضي فشتموها وقالوا ربما أن بينك وبينه صداقه ، ولهذا صحتي بأعلى صوتك ، فقالت لا والله لم يكن بيني وبينه أي شي من هذا ، ولكنه اكرمنا وأعزنا ، وأجارنا ، وكان لا يأتي من الفلا إلا ومعه صيد ، ويأتي بقسمنا نحن جيرانه حامله بيده ، ويدبر دون ان يرفع طرف عينه بامرأة
ما اكبر المصاب على شالح ، لما وصل رفاق ذيب واخبروه بما حدث
فقال هذه القصيده في وفاة ابنه
يا ربعنا ياللي على الفطر الشيب ... عز الله إنه ضاع منكم و وداعه
رحتوا على الطوعات مثل العياسيب ... وجبتوا وخليتو لقلبي بضاعه
خليتوا النادر بدار الأجانيب ... وضاقت بي الأفاق عقب اتساعه
تكدرن لي صافيات المشاريب ... وبالعون شفت الذل عقب الشجاعه
ياذيب انا بوصيك لا تاكل الذيب ... كم ليلة عشاك عقب المجاعه
كم ليلة عشاك حرش العراقيب ... وكم شيخ قوم كزته لك ذراعه
ياكبر زوله عند بيت المعازيب ... متحري متى يقدم متاعه
وذات ليلة وهو ساهر حزينآ كظيمآ مع احزانه ، كان شخص من قحطان يسمى الهويدي قد ضاع منه طيره واخذ يبحث عنه بالليل ويسأل رافعآ صوته كلما مر بنار قطين مناديآ (من عين الطير ) فعرفه شالح وسكت اول مره ثم استمر بسؤال بكل نار يمرها والمره الثالثه ناداه شالح وكان الهويدي لا يعرف انه شالح الذي ناداه وعندما وصل عرفه وسلم عليه وتقهوا وبعد السوالف
قال شالح هذه القصيده
إن كان تنشد يالهويدي عن الطير ... الطير والله يالهويدي غدا لي
طيري عذاب معسكرات المسامير ... إن حل عند قطيهن الجفالي
إن جا نهار فيه شر بلا خير ... وغدا لهن عند الطريح اجتوالي
إن دبرن خيل وخيل مناحير ... وغدن مثل مخزمات الجمالي
على الرمك صيده عيال مناعير ... وشره على نشر الحريب الموالي
يضحك ليا صكت عليه الطوابير ... طير السعد قلبه من الخوف خالي
خيالنا وإن عرجدن المظاهير ... وزويزوم عيرات طواها الحيالي
غيث لنا وإن جت ليالي المعاسير ... وبالشح ريف للضعوف الهزالي
يسقي ثراه من الوايح مزابير ... تمطر على قبر سكن فيه غالي