مقابلة جريدة عالم اليوم مع الأديب والشاعر والباحث الكويتي فهد الدبوس
جريدة عالم اليوم مقابلة مع الأديب وشاعر ( الفصحى ) والباحث الكويتي فهد المحمد النايف الدبوس الزهاميل آل غزي الفضلي اللامي الطائي القحطاني ( أبى الحارث ) .
سجل لمشاهدة الروابط
كتب طلال الرميضي
بعض الصفحات الثقافية كانت كريمة معي كرماً اقرب إلى البخل
فهد الدبوس: رصدت مقالات واشعار الاديب عبدالله الصانع
يحفل تاريخ الكويت بالكثير من الاسماء البارزة في مجال الادب والسياسة والتعليم والدين والذين ساهموا بكل امانة وابداع وتضحية في خدمة وطنهم كلاً حسب مجال تخصصه وقد تغافلت كتب التاريخ ذكر بعض هؤلاء الرواد أو أوجزت الذكر بما لا يليق للدور الجليل الذي قاموا به، وهنا يأتي دور الباحثين الكويتيين الذين عليهم مسؤولية كبيرة وجسيمة تتمثل في توثيق اخبار هذه الشخصيات الكويتية الرائدة باقلامهم عبر اصدارات مطبوعة أو مقالات منشورة حفظاً للتاريخ والزمن ومن الشخصيات الكويتية التي لها اثر بارز في الادب الكويتي في النصف الأول من القرن العشرين نذكر الاديب عبدالله العلي الصانع رحمه الله والذي له بصمات مضيئة تستحق الذكر والثناء والاعجاب ايضاً الا ان المكتبة التراثية الكويتية تفتقر إلى حفظ ارث هذا الاديب الكويتي وتاريخه الحافل حيث سجلت بعض المؤلفات الادبية جوانب مختصرة من حياة هذه الشخصية المميزة لاتغني ولا تسمن من جوع.
وقد اصدر مؤخراً الباحث فهد محمد الدبوس كتاباً قيماً تضمن دراسة وافية عن حياة عبدالله الصانع في كتاب جاء في 284 صفحة من الحجم المتوسط، فلنا في هذا المقام ان نستضيف الاخ الفاضل فهد الدبوس لنتعرف على رحلته مع البحث والجمع أثناء تأليفه هذا الكتاب الادبي القيم ونكشف صفحة مطوية في لقائنا هذا من تاريخ الاديب المبدع عبدالله الصانع.
< نود في البداية ان نتعرف على فكرة الكتاب؟
- فكرة الكتاب جاءت أو تولدت لدي من قبيل المصادفة حيث كنت اقرا مجلة الكويت التي اصدرها الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله في عام 1928 واستمرت قرابة العامين ولفت انتباهي وجود قصائد جزلة لشاعر يدعى عبدالله الصانع فرحت ابحث عن ترجمة هذا الشاعر الكويتي واخباره ورجعت إلى كتاب «ادباء الكويت في قرنين» للاديب خالد سعود الزيد ووجدت له ترجمة تفيد المطلع ولكنها لاتروي غليله حيث اقتصر الزيد على ترجمته دون ايراد نماذج من انتاجه الشعري، كما وجدت ان الكثير من المراجع المهمة والمختصة بتراجم الادباء والشعراء قد اغفلت ذكر الصانع في صفحاتها فزاد حرصي على جمع شتات هذا الاديب المبدع من خلال المجلات القديمة والمراجع التاريخية ومن المقابلات الشخصية لادباء مخضرمين ادركوا حياة الشاعر الصانع وقد امتد العمل في هذا الكتاب لقرابة خمسة اعوام على فترات متقطعة تقتضيها ظروف الحياة.
< حدثنا عن الأديب الكويتي عبدالله الصانع؟
- ولد رحمه الله في عام 1902م وكان يعيش في منزل وقف لجده أحمد الصانع بالقرب من مسجد الحداد الواقع بين فريج الفرج وفريج الشيوخ، وتلقى مبادئ القراءة والحساب عند الاستاذ سعد الجراح في كتابه «مدرسته» ودرس عند الشيخ عبدالعزيز الرشيد والشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وقام والده باخراجه من تلك المدارس وعهد به إلى احد كبار التجار في البلاد لكي يتعلم مبادئ التجارة الا انه كان مولعا بالأدب والتاريخ حيث عرف عنه حرصه الشديد على اقتناء الكتب وعرف عنه سعة حفظه حيث يروي بانه كان يحفظ اكثر من عشرة آلاف بيت شعر لفطاحل شعراء الأدب وكان رحمه الله ينظم الشعر ونشر عدة قصائد في مجلة الكويت الأولى التي اصدرها الشيخ عبدالعزيز الرشيد وفي مجلة الكويت الثانية التي اعاد اصدارها ابنه الأديب يعقوب عبدالعزيز الرشيد وله الكثير من المقالات والدراسات الادبية التي تعكس ثقافة هذا الاديب المبدع، وتوفي رحمه الله في 17 فبراير من سنة 1954م.
عضواً بمجلس المعارف
< ما هي الاعمال التي زاولها الصانع؟
- عمل الاديب عبدالله الصانع في عدة أعمال وتولى الكثير من المناصب الهامة حيث عمل بالوظيفة الأولى في شبابه وهي نائب لسليمان الجاسم رحمه الله مسؤول الحرس والأمن في منطقة السيف، وكان رحمه الله عضوا في النادي الأدبي الكويتي الذي تأسس عام 1924م وتولى رئاسة تحرير مجلة الكويت «الاصدار الثاني» سنة 1924م وتولى رئاسة تحرير مجلة الكويت «الاصدار الثاني» سنة 1950م وحتى توقفها عن الاصدار بعد صدور ستة اعداد منها، كما نجح في انتخابات مجلس المعارف التي اجريت عام 1952م واصبح عضوا فعالا في مجلس المعارف وحتى وفاته عام 1954م، وتولى منصب مدير دائرة تسجيل أملاك البلدية في عام 1952م
علاقته بالشيخ
عبدالعزيز الرشيد
< كان للأديب الصانع علاقة وثيقة مع مؤرخ الكويت الأول الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله، نود ان تحدثنا عن هذا الموضوع؟
- الشيخ عبدالعزيز الرشيد هو استاذه ومعلمه وكانت بينهما صلة وطيدة حيث تجمعهما حب الثقافة والادب وكانا عضوين في النادي الأدبي الكويتي في العشرينيات وقد كان الصانع وكيلا لمجلة الكويت في دبي والتي اصدرها الرشيد.
وكان الصانع ينشر بعض قصائده على صفحات المجلة واستمرت العلاقة بينهما حتى وفاة الرشيد في عام 1936م.
شاعر جزل
< نود الحديث عن الاثار الشعريه لهذا الشاعر المبدع؟
- للشاعر عبدالله الصانع الكثير من القصائد الجزلة وقد جمعت بعضا منها في اصداري، ومن أجمل قصائده اخترت هذه القصيدة التي يتحدث فيها عن تطور الغرب وبانهم سبقونا ويحث عبر ابياته الشعرية شعوب الخليج على مواكبة التطور العلمي وهذه القصيدة يسندها على احد ادباء دبي وهو الشاعر احمد بن سلطان آل سليم ونشرت في مجلة الكويت الجزء الأول جمادى الآخر سنة 1347 هجري. وقمت بإعادة نشرها في فصل الآثار الشعرية له.
ناقد تاريخي
< ماذا عن آثاره النثرية؟
- للأستاذ عبدالله الصانع الكثير من المقالات الأدبية القيمة التي نشرها في المجلات الكويتية القديمة فنجده رحمه الله يناقش القضايا التاريخية ومتبحرا فيها وينتقد العصبية القبلية والواسطة في مقاله المعنون«وظيفة في اليانصيب» والمنشور في مجلة كاظمة عدد 8 شباط سنة 1949، كما كانت له المقالات الافتتاحية في مجلة الكويت الثانية التي أعاد إصدارها الأستاذ الأديب يعقوب عبدالعزيز الرشيد رحمه الله سنة 1950م وصدرت منها ستة أعداد وتوقفت بعد ذلك وأناط برئاسة تحريرها الأستاذ عبدالله الصانع، وللصانع مقالات تاريخية مهمة فند فيها بعض افتراءات بعض المؤرخين من ضعاف النفوس على العباسة أخت الخليفة الرشيد وما جرى مع البرامكة وتناول هذا الموضوع في ثلاث مقالات وفند هذه الافتراءات بالأدلة التاريخية الموثقة الدامغة وكان يود استكمال الدراسة بمقالة رابعة كما هو مدون في خاتمة المقالة الثالثة بكلمة يتبع إلا أنها لم تر النور لأسباب نجهلها.
الإقامة في دبي
< كان الأستاذ عبدالله الصانع يقيم في دبي فترات طويلة حتى اشتهر بين الأدباء بذلك، ما سبب إقامته هناك؟
- كان عبدالله الصانع يسافر إلى دبي مع عمه عبدالرحمن الصانع لممارسة التجارة هناك ولهم دكاكين مشهورة ومنازل هناك حيث إذا زار دبي أحد من أهل الكويت يسكنون بديوان الصانع المطل على البحر وقد ذكر الأديب الصانع في إحدى مقالاته في مجلة كاظمة بأنه سكن دبي وأم القيوين وعمان سنوات طويلة تجاوز الثلاثين وان والده قضى نحبه ودفن فيها وكان وكيلاً لمجلة الكويت في دبي والجدير بالذكر أن لأديبنا الصانع تجارة مع الهند وفي إحدى المرات شحنت في سفينة النوخذة بلال الصقر وطبعت أي غرقت وخسر جل ماله نتيجة ذلك.
ويقول الأستاذ خالد سعود الزيد«إذا ما ذكرت عمان وذكر الساحل الأخضر فيها حيث مرابع الأعراب من الأزد هناك تبادر إلى الذهن سريعاً اسم الشاعر الأديب عبدالله العلي الصانع رحمه الله..»
موقفه من الاستعمار
< كان للصانع دور بارز في مناهضة الاستعمار الأوروبي حدثنا عن هذا الجانب من حياة الأديب عبدالله الصانع؟
- كان الأديب الصانع خبيراً بإمارات الساحل المهادن ملما بتفاصيل أخبار أهلها عارفا بكنه أسرارها فكان يرى أن الاستعمار الأوروبي يشكل خطراً على الأمن هناك وقد وجد عنتا من البريطانيين جراء ذلك وان المنتدب البريطاني في إمارة دبي كان في بعض الأحيان يمنعه من دخول الإمارة فكان يرد عليه أديبنا أنا عربي وأولى ميلاد العرب منك، كما شارك الصانع في كتابه المقالات التي تهاجم الأجنبي بأسلوب لاذع كالتي ينشرها في صحيفة العصافير التي أصدرها إبراهيم بن محمد المدفع ورفاقه سنة 1933 وهي تصدر كمنشور سري في دبي والشارقة ويتم إلصاق عدد منها على الجدران في الأسواق هناك.
شكر وعرفان
< ما سبب توجيه الشكر لعدد من الأدباء الكويتين في مقدمة كتابك؟
- انا سجلت في مقدمة كتابي اسماء عدد من الأدباء والشعراء والباحثين كانوا بعد الله عضداً لي على متابعة المسير في كتابة هذا المؤلف وأمدوني بالمعلومات والمراجع المتعلقة بشخصية الأديب عبدالله الصانع وحياته الحافلة وممن ذكرتهم بهذا الشكر والعرفان الأستاذ الشاعر احمد السقاف حفظه الله تعالى والاديب عبدالله زكريا الانصاري والاديب يعقوب عبدالعزيز الرشيد والشاعر عبدالمحسن الرشيد رحمهم الله جميعاً والاستاذ الشاعر فاضل خلف حفظه الله تعالى، وكذلك الاستاذ علي ابن الشاعر عبدالله العلي الصانع حفظه الله لما امدني بمعلومات وافية عن والده، وحفيده الاستاذ مهند بن محمد عبدالله الصانع. كما قمت بشكر الاستاذ الدكتور عبدالله الغنيم والباحث صالح المسباح و الباحث علي غلوم الرئيس جزاهم الله جميعاً على موقفهم الكريم معي.
الكرم اقرب الى البخل
< صدر كتابك قبل حوالي شهرين وهو أول اصدار ادبي لك، نود ان نعرف كيف كان استقبال الساحة الثقافية لمؤلفك؟
- في الحقيقة عند اصدار الكتاب قمت باهداء نسخ من كتابي الى العديد من أصحاب الصفحات الثقافية بالجرايد اليومية والى بعض الكتاب المعروفين أما بالنسبة للصحف فمنها من تجاهلت موضوع الكتاب على ما بدا لي بعد تتبعي لغالبيتها فترة ليست بقصيرة اما التي نوهت عن الاصدار فكانت كريمة كرماً اقرب الى البخل!! فمنها من تناولت الكتاب بأسطر معدودة ومحدودة جداً وعلى استحياء ومنها من كان اختصاراً للسابق واعتقد ان السبب هو نقص فيتامين واو أي الواسطة. كما لابد لي ان اذكر الجانب المشرف حتى لا أوصف بالتشاؤم والجحود، حيث وجدت قبولاً وتشجيعاً من اخواني واساتذتي الأدباء المخضرمين الذين وجدوا جهداً يستحق الثناء، وتم مقابلتي في عدة برامج اذاعية حول هذا الاصدار ومنهم الاديب الفاضل سليمان الحزامي والاستاذ الفاضل سعد المعطش.
< هل من كلمة اخيرة؟
- كل الشكر والتقدير لكم على هذه الاستضافة الكريمة التي تعكس اهتمام جريدتكم بالتراث والأدب الكويتي الأصيل.
|