عندك واحد وظيفة .. (نادل)
سجل لمشاهدة الروابط
لم يجد وزير العمل السعودي، غازي القصيبي، حرجا في أن يترجل عن منصبه لساعات، ويتحول إلى "نادل" في أحد مطاعم مدينة جدة، في محاولة عملية لمحاربة تخوف الشباب السعودي من النظرة الاجتماعية السلبية تجاه بعض المهن، وتشجيعا لهم لارتياد العمل في قطاع الضيافة بعيدا عن ثقافة العيب.
حيث أمضى القصيبي 3 ساعات في خدمة زبائن أحد مطاعم الوجبات السريعة، وذلك خلال رعايته ليوم الضيافة السعودي الأول والمحدد له يوم 22 يونيو من كل عام، ورافقه أمين عام مجلس الوزراء عبد الله السدحان، ومحافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي الغفيص، ورئيس الغرفة التجارية بجدة صالح التركي..
الطريف أن الوزير قام بتقديم الوجبات للشباب العامل بمهنة الضيافة تكريما لهم، وداعبهم الوزير مطالبا ببقشيش مقابل الخدمة!.
لكن ما هو رأي الشباب السعودي تجاه خطوة القصيبي؟ وهل يمكن أن نراهم قريبا في زِي النادل؟
الرواتب لا تكفي
"عندك واحد وظيفة.. وزود المرتب".. هذا ما كان سيطلبه الشاب فيصل عبد العزيز من الدكتور غازي القصيبي إن كان من رواد المطعم الذي شهد مبادرته، ورغم أن فيصل عاطلا عن العمل، لكنه يجد حرجا في أن يعمل نادلا في أحد المطاعم، لأنه لن يسلم من استهزاء الآخرين ونظرتهم لهم.
متعب القحطاني، رحب بخطوة وزير العمل، وإن رأى أنها غير كافية للقضاء على ثقافة العيب، الذي تربى عليها السعوديون منذ صغرهم.
ويوضح أن هناك من السعوديون بدءوا يقبلون على هذه المهن لحاجتهم وفقرهم، وإن كان بعضهم يحاول إخفاء هويته.
مناهج العمل
من جهتها أيدت دينا يوسف مبادرة القصيبي، ولكنها رأت أن هناك ضرورة لتدريس مناهج تعلي من قيمة العمل منذ الصغر لتربية جيل جديد من الأبناء يقدر قيمة العمل، وأعربت عن ترحيبها للعمل في المطاعم النسائية، مشيرة إلى أن خطوة الوزير سنجد صدىً فقط في نفوس من يحتاجون للعمل بالفعل ويتحرجون من الذهاب إليه.
من جهته يرى حسام الشدي، إلى أن الإشكالية الأكبر في هذه المهنة أن رواتبها ضعيفة لا تتجاوز 2000 ريال، ولذا يُفضل أصحاب المطاعم والمقاهي الأجانب الذين يعملون ساعات أطول براتب أقل.
إهانة للسعوديين
من جهته أعرب مسفر العتيبي عن رفضه المبادرة شكلا وموضوعا، معتبرا إياه إهانة للسعوديين، قائلا: "لا أعرف ماذا يهدف الوزير، هل يجب أن يعمل السعوديون في المطاعم والميكانيا وغسيل السيارات والحلاقة، ويكون الأجانب هم المدراء، ولماذا تأتي محاولات التوظيف في هذه المهن فقط، في حين أن هناك الآلاف من فرص العمل الأفضل ويحتلها أجانب".
يتابع: "لو كان الوزير أمامي كنت واجهته بسؤال.. هل تقبل أن يعمل ابنك بهذه المهنة أم لا؟ بل هل تقبل أنت أن تعمل بها عندما تترك الوزارة؟".
وبدورها تهكمت هيفاء على عمل الوزير كنادل، مُعربة عن رفضها للفكرة، التي لا تلاءم السعوديات أو السعوديين، قائلة: "يبدو أن الوزير الأديب يبحث عن فكرة رواية جديدة، فنسج قصة وأراد أن يعيش أحداثها بنفسه".
وتابعت: "وقد نجد غدا رواية في الأسواق، يحكي فيها القضيبي عن يومياته في المطاعم، أو حياة الوزارة على موائد الفقراء، ولكني بالقطع لا أقبل أن كون أحد أبطالها".
من جهته يشد محمد عبد العزيز على يد الوزير، مُعربا عن تأييده لخطوته التي تثبت للجميع أنه وزير أفعال لا أقوال، قائلا: "من تواضع لله رفعه.. وهو نعم القدوة وبوجود هذا الرجل وأمثاله ستحقق أهدافنا وستنتهي البطالة في بلدنا".
مشيرا إلى أن الخطوة سترفع الحرج عن كثير من السعوديين الذين يعملون في هذه المهنة، كما سيحفز آخرون للعمل في مهن يرفضها السعوديون.
|