قال :أبو تمام حبيب بن أوس الطائي يفتخر بطيء :
لنا غُــرَرٌ زَيْدِيَّةٌ أدَدِيَّــــــــــــــةٌ إذا نَجَمَتْ ذلَّتْ لها الأنْجُم الزُّهْرُ
لنا جَوْهَرٌ لو خالط الأرض أصبحت وبطنانها منه وظهرانها تـــــبرُ
جَدِيْلَة والغوث اللذان إليهــــــما صَغَتْ أُذُنٌ للمجــد ليس بها وَقْرٌ
مقاماتنا وَقْفٌ على الحلم والحِجَا فأمرَدُنــــــــا كَهْلٌ وأشيبنا حَبْرُ
ألنَّا الأكف بالعطايــــا فجاوزت مدى اللِّيْن إلا أن أعراضنا صَخْرُ
إذا زينة الدنيا من المال أعرضت فأزين منها عندنا الحَمْدُ والشُّكْرُ
أبى قَدْرُنا في الجُوْد إلا نباهـــةً فليس لـــــــمال عندنا أبدا قَدْرُ
جَرَى حَاتم في حَلْبَة منه لوجرى بها القَطْرُ شأواً قيل أيُّهما القَطْرُ ؟
فتى ذخر الدنيا أناس فلم يــزل لها باذِلاً فانْظُر لــمن بَقِيَ الذِّكْرُ
جَمَعْنَا العُلا بالجود بعد افتراقها إلينا كما الأيام يجمعها الشَّـــهْرُ
بنجدتنا ألقت بنجد بعــــاعها سحاب المنايا وهي مظلمـــة كُدْرُ
بكل كَمِيٍّ نحره عرضة القنــــا إذا اضطرم الأحشاء وانتفخ السحرُ
بخيلٍ لِزَيْد الخَيْل فيها فوارس إذا نطقوا في مشهد خرس الدَّهـر
بها عرفت أقدارها بعد جهلها بأقدارها قَيسْ بن عَيْلان والفـزر
وتَغْلِبُ لاقت غالباً كل غــالب وبَكْرٌ فألفت حربنا بازلاً بَــكــْرُ
وأنت خبير كيف أبقت سيوفنا بني أسَدٍ إن كان ينفعك الذِّكْــرُ
وقِسْمَتُنَا الضِّيْزَى بنجدٍ وأهلِهـا لنا خُطْوَة في أرضها ولهم فِتْـــرُ
|