الى جنة الخلد يا سعد الكويت مع الشهداء والصديقين والابرار بحول الله تعالى.
لقد جربنا غياب الشمس عن الكويت قبل عامين بوفاة امير القلوب صاحب السمو الأمير المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وها هي تغيب اليوم ثانية بغياب الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه الذي فقدنا بغيابه حكومة وشعبا الابن البار بوطنه وارضه وشعبه والمكافح العنيد في المحافل الدولية عن قضايا الوطن ولما لا وقد عشق الكويت منذ نعومة اظفاره واخلص في هذا العشق حتى وفاته. وبرهان ذلك كان مسيرة طافحة بالانجازات والبناء السعي الحثيث لايصال كويتنا الى مصاف الدول المتقدمة، وهذا العشق للوطن ليس بغريب عن سموه اذ ورثه عن ابيه المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه. وزاد في هذا العشق ما تعلمه من صاحب السمو الأمير المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح. لقد عمل سمو الأمير الوالد بالليل والنهار لأجل الوفاء بالقسم والعهد والاخلاص ولم يهدأ له بال حتى رأى اهل الكويت ينعمون بالامن والاستقرار والامان. كيف لا وقد جند نفسه لاجل خدمة الكويت واهل الكويت منذ بداياته.
لقد صان العهد والوعد وحمل الامانة بين ضلوعه امواجا تتلاطم بالسماحة والعطاء والحب، فما كان يخلد الى النوم قبل ان يطمئن على احوال الرعية ويتحسس آلامهم واوجاعهم.
فكان بحق الاب الروحي للشعب الكويتي والصدر الحنون الذي كان ينبض بحبهم ويحمل هواجسهم وهواجس الوطن اينما حل وارتحل، ذلك هو الأمير الوالد المغفور له الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته مع الابرار والصديقين والشهداء.
بالامس القريب توحدت الاسرة الكويتية بكل اطيافها ذارفة الدموع من القلوب قبل العيون خلف نعش سعد الخير، كما توحدت كل الايدي بمختلف انتماءاتها لتحمله وتواريه ارض الوطن ولا غرابة في ذلك اذ وحد سموه كل اطياف المجتمع في حياته كوحدة وطنية متكاتفة ومتآلفة في سبيل الوطن الاكبر.. كويتنا الحبيبة.. وها هو يوحدهم مجددا خلف نعشه بعد مماته، ولا يسعنا الا ان نقول، عظم الله اجركم يا اهل الكويت بالفقيد الغالي سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح