علاقة عشائر السردية بعشائر الفضل والعيسى:
آل فضل بطن من آل بيعة من طيء القحطانية 205، والعيسى بطن من آل فضل من آل بيعة من طيء القحطانية 206، ويعتبر أجداد عشائر السردية بنو لام – بطن من طيء القحطانية – من أحلاف آل فضل في الماضي 207، وبعد تزعزع سلطان آل ربيعة بالشام وضعف إمارتهم تحالف السردية مع الفحيلية أعقاب آل مرا بن ربيعة الطائي في حوران208، ثم انتقلت بعد ذلك إمارة عرب الشام ومشيخة حوران إلى السردية في عهد الشيخ رشيد بن سلامة بن نعيم بن فواز السردية 209، ولاحقا في عهد الشيخ كليب السردي 210، ولقد كان الفضل والعيسى من أحلاف السردية في حلف يطلق عليه " أهل الشمال " مكون من السردية والعيسى والفضل والسرحان 211، وفي عام (1164هـ-1750م)، وقع انتصار عنزة على المحفوظ السردي وحلفاؤه فانتقل على أثره آل فضل إلى الجولان، ومن العيسى 212 بقايا في شرقي الأردن في قرى الدفيانة وام السرب، وتحت مشيخة آل الماضي، وتتسم العلاقة بين السردية والعيسى بحسن الجوار على اعتبار كل منهما ينسب لطيء القحطانية.
ويبدو أن التحالف بين قبائل السردية والفحيلية والفضل والعيسى وبنو صخر والسرحان هو أنها جميعا تعود بنسبها إلى طيء القحطانية، وهو السبب الرئيس أيضاً في وقوفها ضد قبائل عنزة العدنانية، فلقد جاء بني صخر بطن من طيء القحطانية 213، ذكر القلقشندي والهمذاني أن بنو صخر من طيء القحطانية 214، ذكر أحد الباحثين أيضاً أن السرحان بطن من طيء القحطانية 215، وعلى ذلك فإن هذه القبائل جميعها من طيء القحطانية، وجدير بالذكر أن أوس بن حارثة بن لام الجد المؤسس لبني لام وأحد زعماء طيء والذي تنسب له السردية والسرحان والصقر وعرب الحوارث كانت ابنته زينب متزوجة من الملك النعمان الثالث ملك الحيرة (580م-602م) وأخوه سعد متصاهراً مع اللخميين أيضاً 216، كما يعتبر عرب الحوارث في فلسطين أبناء عمومة السردية 217.
بينا فيما سبق العلاقة التي تربط بين عشائر السردية وقبائل وعشائر المنطقة في حوران وشرقي الأردن، وذلك بعد أن تحدثنا عن تاريخ منطقة حوران، ونبذة عن سكانها منذ أقدم العصور حتى الآن، وتاريخ الإمارة الطائية في بلاد الشام، وعلاقة عشائر السردية بهذه الإمارة، وإنهم يرجعون في نسبهم إلى طيء القحطانية، كما أوضحنا أن عشائر السردية تتكون من تحالفات عدنانية وقحطانية 218.
وسنتحدث في الصفحات القادمة عن تاريخ عشائر السردية منذ القرن السادس عشر حتى الآن، وقد اعتمدنا في ذلك على ما توفر في أيدينا من مراجع.
|