بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الحلــقة الاولى من ( نساء بنى لام يصنعن التاريخ )
الحقائق المتوالية في تاريخنا والتي تجبرك على الاعتراف بتفوق ونجابة العنصر النسائي في بني لام
وعلى الرغم من غموض تاريخنا إلا أن الرموز في تاريخنا كثير منهم نساء .
وتعالوا بنا نسمع قصة هذه المرأة اللامية التي قتل زوجها (وديد )في إحدى المعارك مع شمر ثم تزوجها من بعده أخوه لزام .
لكن هذه المرأة وبعد زواجها من لزام بفترة بدأت تبكي أيام زوجها الأول و بدأ الهم يغمر قلبها والكرى يفارق عينها
وأضحت في مصيبة كمصيبة أيوب فهي تسهر الليالي إلى زوال النجم كما تقول وكما عبرت بذلك.
ترى مالذي صيرهذه المرأة اللامية إلى حالها هذه وجعلها تبكي أيامها الخوالي التي قضتها مع وديد؟!!
هل لأن وديد كان رومنسياً وزوجها لزام كان خلاف ذلك؟!!
لا وألف لا إنها المرأة اللامية التي ليست كنساء اليوم اللواتي أقصى طموحاتهم أن يكون زوجها رومنسيا
ً بمعنى أنه يضحك أن ضحكت زوجته ويبكى إن هي بكت – ألا تباً لهؤلاء الرجال ونسائهم –
أيها القوم المرأة اللامية كل مصيبتها وعظم بلوها هو أن زوجها لزام لم يغزو ولم يعد يسعّر الهيجاء على النقيض من وديد
الذي كان يغزو الديار تلو الديار ويطعم الأخيار ويقتل الأشرار ويتلف الهجن بغزوه وممشاه وتدفق بالسمن يمناه
إذاً فهي تبكي الشجاعة والكرم والجود وتبين في نهاية القصيدة أن المسالة ليست مسالة الجمال بل هي مسألة أفعال الرجال .
وإليكم قصيدتها وهي تحكي معناتها.
يالله يا عايد على كل مضماه "=" يا مخضر الأرض الهشيم المحايل
أنت الكريم ورحمتك ما نسيناه "=" تروف باللي دوم عينه تخايل
تلطف بمن لكن عينه مداواه "=" اللي بقلبه حاميات الملايل
ألوج مثل أيوب من عظم بلواه "=" واسهر إلى ما يصبح النجم زايل
على حبيبٍ كل ماقلت أبنساه "=" لذكره تفطني من الهجن حايل
إلى نسيته ذكرتني بطرياه "=" شيباً ظهر من عاصيات الجلايل
يلتاع قلبي كل ما أذكر سواياه "=" كما يلوع الطير شبكالحبايل
لا واحبيبي سبعة سنين فرقاه "=" عليه أنا قضيت كل الجدايل
لا واحبيبي يتلف الهجن ممشاه "=" إلى بغى له نيةٍ ما يسايل
لا واحبيبي يسقي الربع من ماه "=" دليلهن لا ضيّعوه الدلايل
لا واحبيبي يرعب الهجن بغناه "=" من كثر مايوحيه ليل وقوايل
لا واحبيبي كل قومٍ تنصاه "=" تلقى ربوعه طيبين القبايل
لا واحبيبي تدفق السمن يمناه "=" يا ذبح من بين كبشٍ وحايل
لا واحبيبي وافياتٍ سجاياه "=" عليه غضات الصبايا غلايل
لا واحبيبي دوم للعفن متقاه "=" يا ما كلنه مدمجات الفتايل
لا واحبيبي بين ذولا وذولاه "=" خلي بوجه معدلين الدبايل
لا واحبيبي طاح يوم الملاقاه "=" بنحور غلبا فوق غب السلايل
لا واحبيبي طير شلوى تعشاه "=" قطاعة المهجة سناعيس حايل
يا عارفين وديد يا طول هجراه "=" ياليتني بوديد ما أبغى بدايل
أخذت أخوه أبي العوض ذاك من ذاه "=" والبيت واحد من كبار الحمايل
عندي مثيله واحدٍ كنه إياه "=" عليه من توصيف خلي مثايل
الزول زوله والحلايا حلاياه "=" والفعل ماهو فعل وافي الخصايل
ثم أتبعت القصيدة يقصيدة أخرى تهجو فيها زوجها لزام و تمدح اوديد
يافاطري يا ما جرالك من العنا "=" مع دربك العيرات نشت لحومها
غدا عنك نواس العدا مرذي النضا "=" يجرها مع ما نبا من حزومها
غدا عنك وأرث في مكانه ازلابه "=" تروعه الظلما تيلي نجومها
يا ما حويتي جل ذود من العدا "=" أضحى عليها الغزو يفرق سهومها
ويا ما يثور عند عينك من الدخن "=" معارك تدني للأرواح يومها
عليك مقدم لابةٍ شاع ذكره "=" حامي تواليها امقدي يمومها
ولسوء حظها فقد سمعها زوجها لزام ، وأضمر الشر في نفسه لكنه لم يشأ أن يعاقبها إلا بعد أن يجعلها ترى فعله وشجاعته...
بالفعل قام بالغزو ، وطالت غزواته حتى أن رفاقه سئموا، وكان كلما غنم أرسل الغنيمة إلى قومه وهو ماضٍ في غزواته ...وقد أنشد هذه القصيدة :
أنا ابن عروج وهذي سواتي "=" موصل سمان الهجن شن مايجنه
خمسين يومٍ والنضا مقفياتي "=" مع مثلهن وهن على وجههنه
نمشي النهار وليلنا ما نباتي "=" كم ذود مصلاح امنيس خذنه
من ظن فينا الطيب شافه ثباتي "=" واللي هقى فينا الردى ضاع ظنه
كم من صبيٍ عشقتةٍ للبناتي "=" عقب التعجرف بدل الضحك ونه
استاخذ المذهول عاف الحياتي "=" هو ما درا إن الهجن بيوصلنه
من فوق هجنٍ من فحلهن خواتي"=" غيب الصبايا الخافية يظهرنه
ولما رجع من غزواته كانت الذلول بالكاد تمشي من شدة الاعياء والهزال حتى أنها بركت قبل أن تصل إلى البيت ،
فأمر زوجته أن تذهب لإحضارها ، وكان يمشي وراءها يريد الفتك بها ، وهي لم تراه ، فلما وجدت الذلول على تلك الحال ، قالت هذه القصيدة
التي كانت سبباً في نجاتها من خطر لم تعلم عنه :
يابكرتي وش علم حالك ضعيفي "=" أشوف حيلك وانيٍ عقب الأردام
عقب الفسق ومهادرك بالمصيفي "=" ومصاول القعدان مرباعك العام
عقب الاباهر والسنام المنيفي "=" صرتي كما المفرود من فعل لزام
قطع عليك ديار قومٍ تخيفي "=" تسعين ليله راكب الهجن ما نام
أقفى عليك من الحسى للقطيفي "=" لحوران والحرة إلى نقرة الشام
وتدمر وصلها وخمها مستخيفي "=" واشبيح والضاحك وقديم الأقدام
وأخذ عليك اذواد جوٍ مريفي "=" وضحك كما برق الحباري بالأكوام
يزفها يقداه مشيه هريفي "=" واقفا عليهن متلف الهجن لا قام
وعادوا على العارض ركيبٍ يهيفي "=" يتلون ابن عروج مقدم بني لام
زهابهم حب القرايا النظيفي "=" وسلاحهم صنع الفرنجي والأروام
يا ما انقطع مع ساقته من عسيفي "=" ومن فاطرٍ مشيه عن الجيش قدام
عقب الشحم وملافخه للرديفي "=" قامت تسندر مثل مبخوص الأقدام
توي هنيت وطاب بالي وكيفي"=" من عقب ضيمي صرت في خير وأنعام
الله أكبر... الله أكبر.. هكذا فلتكن نساء بني لا م.
هذه المرأة التي لم يقر قرارها ولم يهدأ بالها إلا بعدما رأت الراحلة وقد هلكت من الغزو
وبعد أن صيرت جيوش بني لام يطون البلاد طياً،تسعون لليلة وهم يقتحمون الديار اقتحاماً،
وبعدما تقطعت السيوف في يدي زوجها البطل الهمام الآن يقر قرارها ويهدأ بالها بمثل هؤلاء الرجال الأشاوس واسمع إلى ماتقول
توي هنيت وطاب بالي وكيفي"=" من عقب ضيمي صرت في خيروأنعامالله أكبر ...الله أكبر ..هكذا فلتكن النساء وهكذا فيكن الرجال.
أيتها المرأ ة العظيمة ياصانعة الأبطال ومربية الأجيال ، ليتك تعلمي أن بني قومك أضحو يتغنون ويفتخرون بمواقفك الشجاعة أربعة قروناٍ من الزمان .
أيتها المرأة ليتك تعلمي أن قصيدتك العظيمة سوف تصنع من كل لزام في بني لام وديد من بني لام ......
والاجمل في الحلقات القادمة
إذا تبغون الحلقة الثانية والثالثة
أبغى أشوف الردود
بارك الله فيكم