في ذكرى وفاة جابر الخير الثانية
في مثل هذا اليوم من عام 2006 توفى أمير القلوب الشيخ جابر الاحمد رحمه الله وقد قرأت هذه القصيدة في ذكرى وفاته الاولي ونظرا لمكانة الامير الراحل وصدق القصيدة أشارك محبيه قراءتها بهذه المناسبة
وداعاً - دونما أسفٍ - .. وداعاً عامنا الأول
وداعاً أيها العام الذي باليأس أغرقنا
وداعاً أيها المغروس سيفاً في خواصرنا
نريد الآن أن ترحل
لماذا ؟ أين ؟ كيف ؟ إلى متى ؟ حتام ؟
لا تسأل
نريدك أن تغادرنا
ونرجو منك أن تفعل
نحس القهوة السوداء في فمنا بلا معنى
وصفحات الجرائد حين نقرأها .. بلا معنى
وأصوات الأغاني حين نسمعها .. بلا معنى
تمر بنا ليالينا مكررةً ومظلمةً ..
تمر بنا ثوانينا مزيفةً وكاذبةً ..
مضى عامٌ مليء بالفراغ وبالصدى الخاوي
مضى عامٌ .. بلا معنى
مضى عامٌ ..
وكل الشعب موجوعٌ ومحترقٌ ..
وكل الناس مدفونون تحت تراب ماضيهم
ومعتقلون وسط خنادق الذكرى
فهل سيعود جابرنا ؟
ليملأ عمرنا فرحاً
ونملأ قلبهُ شِعرا
متى سيعود جابرنا ؟
نريد بأن نقبّلهُ ونحضنه ..
نريد كذاك نسأله ..
لماذا الورد أصبح بعده لا ينشر العطرا ؟
لماذا الشاطيء المحزون لا يستقبل البحرا ؟
نريد الحب أن يأتي ويسكن في ضمائرنا
نريد الأمس أن يأتي إلينا مرة أخرى
كم الأحزان تضغط فوق أعصابي
أنا عيناي نائمتان ..
غارقتانِ بالدمعِ
أنا وجهي يغطيه الرمادُ بكل ناحيةٍ ..
يغوص ببركة الشمعِ
بدون وجود جابرنا
يمر العام مكسوراً ومنطوياً
بلا جدوى .. بلا نفعِ
تمر جميع أيام الكويتيين .. يابسةً .. محنطةً
وكل فمٍ يخاف من ابتسامتهِ
وتعجز كل أذن بعد جابرنا عن السمعِ
لأن الحزن يثقلنا
وداعا عامنا الأول
لأن العام قد ولى بلا أحضان والدنا
بلا أسفٍ .. نودّع عامنا الأول
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ .
اللهم آمـــــــين
|