يتمتع بشخصية متميزة وهيبة وجرأة نادرتين ..له قبول عند الحكام الذين عاصرهم وله مكانة مرموقة في المنطقة إذ كان يهتم بشؤونها وما يلزمها وله همة عالية في اقتحام المغامرات ويتمتع بصبر وجلد ، وله شغف منقطع النظير بحب الخير وبذل المعروف وكان يعرف بـكافل الأيتام إذ كان يكفل عدد من اليتامى والأرامل ويساويهم بأقرب الناس إليه من أهل وولد .
وله رحلات مشهورة إلى الشام ، وبيت المقدس ، والعراق .. سنتناول بعض رحلاته بالتفصيل إن شاء الله فيما بعد وقصة لقائه بالمندوب السامي البريطاني في بغداد إذ أنه رحمه الله لما وصل العراق استقبله أبناء القبيلة من بني لام ، بالإكرام والترحيب ومن شدة حفاوتهم به أنه لا يمشي من بيت إلى بيت آخر إلا على صهوة الحصان احتفاءً به ، وله شخصية مهيبة ومنحه الله بسطة في الجسم والعقل وطوله ملفت للنظر ، ولما مر موكب المندوب السامي البريطاني رآهـ وهو يمر قريباً من موكبه على صهوة الحصان ، فـأمر المندوب بإيقاف الموكب وطلب من العم سفر - رحمه الله - النزول من على الحصان والركوب إلى جانبه وسار به الموكب حتى منزل المندوب السامي ودعاه لتناول طعام الغداء معه ، ولما أنتهى من الغداء قال له المندوب ، ماعرفتني ؟ فقال العم سفر : لا ! وبدأ المندوب يعدد له بعض أسماء أعيان آل بشر ويصف له منزله في الروضة ومداخله وأسماء المزارع والقبائل في الأفلاج ، والعم سفر رحمه الله في ذهول وحيرة ، حتى أفصح له المندوب بأنه أحد الدراويش وأنه يعرف بأسم الدرويش في منطقة العم (الروضة في الأفلاج) مبدياً الكرم الذي تلقاه وحسن المعاملة التي تلقاها حينما أقام عند آل بشر في الروضة حيث أنه أختار الإقامة عندهم ، نظراً لما عرفه وسمعه عنهم من كرم وحسن ضيافة
فعرفه العم سفر وأعتذر له حيث أنه كان يعامل آن ذاك على أنه درويش ولكن المندوب أبدى شكره وامتنانه لمـا لاقاهـ لدى والد العم سفر وجماعته ، وأنه لم يكن درويشاً وإنما كان خادماً لإنجلترا ويقوم بمهمة سامية تخدم مملكته وتمت مكافأته بمنصب المندوب السامي في العراق وما جاورها ، وطلب من العم البقاء على أن يمنحه ضياعاً وبساتين هو وجماعته في الجزيرة بين النهرين ولكن العم سفر اعتذر . وبعد أن حضر مضيفوه لمنزل المندوب لتقصي الأخبار عن ضيفهم أذن له المندوب بالإنصراف بعد أن أخبرهم المندوب بأنه يعرف العم سفر وأنه صاحب فضل عليه... إلخ القصة .