لم تقتصر عناية بعض مؤرخينا على إيراد أحداث بمنطقة معينة كأمثال المؤرخ ابن لعبون (ت بعد 1257ه) وابن بشر (ت 1290ه) فقد توسعو في كتاباتهم حتى شملت دول ومناطق، مثل هؤلاء وبشكل آخر دوّن المؤرخ المغيري في كتابه عن تاريخ أسرة حكمت بلاد المغرب ومصر في أواخر القرن الثالث الهجري انهم الفاطميون.
وقفت على هذا المخطوط قبل أكثر من ثماني سنين عند بحثي لبعض المخطوطات ومكتبات الأسر العلمية في بلدان العارض - الرياض وما حولها-. وذلك في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. واستخرجت من بعض مخطوطاتها فوائد مهمة عن النّاسخ والعلماء والمتملكين الموجودة على طرر هذه المخطوطات وصورت بعضاً من هذه الفوائد مع الحصول على بعض المعلومات واستفاد منها بحمده تعالى بعض الباحثين هكذا أرجو.
ومما جمعت عن المكتبات ونوادرها في الرياض مكتبة الأمير عبدالله بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود (1311ه -1396ه). ونظراً لعلاقة هذا الأمير وطالب العلم مع غيرة من علماء عصره ومؤرخيها.فقد حوت مكتبته على عدة مخطوطات مهمة ونادرة منها مؤلف لأحد المؤرخين في عصره هو الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن آل مغيرة المتوفى في عام 1355ه.(1937م). وترجم له الزركلي في الأعلام 140/4، وذكر أنه عاش نحو مائة عام. وأشار إلى أنه من حوطة بني تميم وهذا غير صحيح فهو من أهل بلدة أشيقر ووقفنا على بيت أسرة هذا الشيخ في هذه البلدة بصحبة أحد باحثي هذه البلدة ومؤرخيها الأستاذ عبدالله البسيمي وفقه الله عند زيارتنا لهذه البلدة مع الشيخ الفاضل منصور الرشيد شفاه الله والأساتذة الأحبة الكرام عبدالرحمن بن علي العسكر وخالد الدبيان وذلك في عام 1421ه. وحدثني الأستاذ البسيمي أن أسرة الشيخ يقال لهم آل موسى ولا زالوا معروفين إلى اليوم بهذا الاسم ويقع بيتهم ومسكنهم في سوق المدينة الواقع شرق مسجد الجامع في أشيقر. كما ذكر ذلك الأستاذ البسيمي في كتابه الكتّاب والعلماء في أشيقر 230/2،وكان الشيخ عبد الله هو الذي اختص بأسم المغيري دون غيره ومنه اشتهر.وذلك يوافق نسبه لكون أسرة آل موسى تنتمي إلى قبيلة آل مغيرة من الفضول. (1)
وقيل ان الشيخ توفي بالطائف كما ذكر ابن عثيمين (ت1410ه) في تسهيل السابلة 1807/3،وقيل انه توفى في مصر كما ذكر الأستاذ قاسم الرويس ونقل كثير من ذلك الأستاذ أيمن النفجان في ترجمه له في كتابة الفضول ص 107.
والمقصود أن الشيخ المغيري له عناية بالتاريخ وصفة الزر كلي بقوله "له كتب في التاريخ العام والخاص" وبيّن الزركلي مآل تلك المكتبة بقوله بأنها "ظلت كلها مخطوطة وقد أهدى أكثرها إلي الملك عبدالعزيز آل سعود فهي محفوظة في الخزانة الملكية بالرياض".
وللمغيري مؤلف بعنوان تاريخ العرب. وهو محفوظ في المتحف العراقي . تاريخ برقم 024030كما أشار لذلك الأستاذ خالد المانع في كتابه الماتع: الآثار المخطوطة لعلماء نجد ص 209، وبين أنه خط على يد مؤلفه عام 1340ه . وأنه يقع في 445صفحة.
وذكر الدكتور عبد الله المنيف أن عنوانه هو: تاريخ العرب القديم ويقع في 422صفحة وأنه بصدد تحقيقه كما ذكر في دراسته لسوابق عنوان المجد ص 17.
ووقف الدكتور سهيل صابان في كتابه الجزيرة العربية ص 168، وبعض بحوثه الأخرى مثل مداخل بعض أعلام الجزيرة العربية في الأرشيف العثماني ص 122على رسائل لهذا العالم المحفوظة في الأرشيف العثماني مشيراً إلى أنه هاجر إلى البصرة مع الأمير عبدالله بن عبدالله آل ثنيان عام 1295ه. ثم توجه إلى اسطنبول وأصدر فيها صحيفة عربية لم تستمر إلا عدة أعداد وذكر صابان أن له ذكر في بعض الوثائق العثمانية.
وكتابه - الذي بين أيدينا المخطوط التاريخي في مكتبة هذه الجامعة- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- وضمن محتويات هذا الأمير عبدالله بن عبدالرحمن رحمه الله وهو برقم 1828،
وعنوان كتابة: تاريخ الفاطميين.
وربما أن هذا المغيري قام بتأليفه ووضع مسودة له عندما كان في مصر أبان مكوثه فيها فترة من الزمن وانتهى منها هناك. ويظهر في هذا المخطوط إلمامه ببعض اللغات كالتركية مثلاً وربما تعلم لغات أخرى استفاد منها في وضع مؤلفه كما يشير لذلك كالفرنسية والألمانية وربما ساعده في ترجمتها أستاذة آخرون.
وسار المغيري في ترتيب هذا الكتاب على المنهج الحولي وإيراد حوادث السنوات المتعاقبة وهو منهج معروف سار عليه المؤرخون المسلمون في مؤلفاتهم.
وقع هذا المخطوط في 158ورقة (وعدد صفحاته 312بخلاف الفهارس). وعدد أسطره كل ورقة قرابة 26.ومقاسة33*23، كما جاء في الفهرس.
خط هذا الكتاب على يد أحمد عبدالمنعم فؤاد بمصر عام 1350ه.. - ولا زال أصل الكتاب الذي خطه المغيري غير معروف سواء ما ذكره ناسخ هذا المخطوط . وينطبق ذلك على مخطوطاته الأخرى أين ذهبت أصولها ؟؟؟-.
جاء عنوانه بالنص الآتي (تاريخ الدولة الفاطمية - ثم بخط أصغر منه -ذكر ابتداء الدولة الفاطمية العلوية بأفريقية تأسست في مئتين وستة وتسعين هجرية. تأليف عبد الله المغيرة).
جاءت مقدمة المؤلف بقوله: الحمد لله الذي عرف وفهم وعلم الإنسان ما لم يعلم يكن يعلم وأسبغ على عباده نعماً باطنة وظاهرة وبعثهم في أرضه حيناً يتغلبون واستخلصهم في ماله فهم به يتنعمون وهدى قوماً إلى اقتناص شوارد المعارف والعلوم. إلى أن يقول: فإن علم التاريخ من أجل العلوم قدراً وأشرفها عند العقلاء مكانة وخطراً لما يحويه من المواعظ والإنذار بالرحيل إلى الآخرة عن هذه الدار والاطلاع على مكارم الخلاق لنهتدي بها... وقد صنف فيه الأئمة كثيراً وضمن الآجلة كتبهم منة شيئاً كثيراً (ورقة 3).
ثم يبدأ في الشروع في ذكر الحوادث والأخبار ومما ذكره عن هذه الدولة مثلاً. ذكر أولاد أمير المؤمنين علي بن أبى طالب كرم الله وجهه. (ق 4الى 11). ثم تحدث عن نسب الفاطميين وإيراد الأقوال فيهم. ثم الإشارة إلى مصادر تاريخه حيث جاء فصل بعنوان: مصادر هذا التاريخ. ثم بين مصادره بقوله ما نصه: (أخذ هذا التاريخ من مصادر عدة منها الكامل لابن الأثير من الجزء السابع والجزء الثامن والجزء التاسع والجزء العاشر والجزء الحادي عشر وهو ينص على كل سنة بوقائعها التاريخية. والمقريزي من الجزء الثالث والثاني والرابع والنجوم الزاهرة في أخبار ملوك مصر والقاهرة من الجزء الثاني والثالث وأخذنا بعض نتف ابن خلدون ومن تاريخ تركي لوصفي أفندي ومن تاريخ تركي لعطا المعروف بتاريخ عطا ومن كتاب تاريخ اليمن للفقيه الأديب نجم الدين عمارة أبى الحسن علي الحكمي اليمني ومن مجلات تركية وألمانية وفرنسية قديمة ومن المقتطف والهلال وبعض كتب يطول شرحها ومجلات). (ق 12).
ثم يشير إلى ابتداء الدولة العلوية بأفريقية (ق13) وإرسال أبى عبدالله الشيعي إلى المغرب وذكر ملكة مدينة ميلة وانهزامه(ق 18و ق21). واتصال المهدي عبيد الله بأبي عبد الله الشيعي(ق24). ثم استيلاء أبي عبدالله على أفريقية ومسيرة إلى سجلماسة وظهور المهدي ومقتل الشيعي مسير جيش المهدي وبناء المهدية وفتح صقلية ومسيرة للمغرب وحوادث الفتن حصار أبي يزيد المهدية وملك المنصور للقيروان ووفاة المنصور والحروب بين المسلمين والروم (من ق24الى 89).
والحديث عن ملك المعز العلوي لمصر وذلك في عام 354ه (ق91).
وذكر القرامطة وحوادثهم وحوادث دمشق والصراعات والحروب التي ماجت بهم وملك المعز لدمشق وولايات الشام (ق 108). وتراجم مختلة.
والإشارة إلى أعمال ومخلفات الدولة الفاطمية بالقاهرة (ق 128). وبعض الفتن بمكة في ولاية الظاهر وقتل الشيعة بأفريقية .
ودخول العرب لأفريقية عام 442ه (ق 199). والدولة الحمدانية والإشارة إلى ملك الفرنجة للبيت المقدس (ق 239) وذكر ملك صلاح الدين لمصر وما تلاها من حوادث (ق296) وفصل في وصول الدعوة الفاطمية لليمن (ق308) ثم ختمها بذكر بعض اعتقادات الاسماعيلية(ق 310).
ثم جاء آخر المخطوط ما نصه (أتم كتابته بإذن الله تعالى في يوم الجمعة الموافق 4ذو القعدة سنة 1350ه 12مارس سنة 1932بيد الفقير إلى الله الراجي عفو ربه في الدنيا والآخرة والتجاوز عن هفواته أحمد عبدالمنعم فؤاد بالمملكة المصرية الإسلامية تم بعونه تعالى).
ثم جاء ت بعدها فهارس عامة لهذا المخطوط ووضعت بجدول مبسط في أربع صفحات.
_________________________________
وياسعد والله فلا اسلى هواها لاحرام
لو يلوح الشيب في لحيتي وقرونها
لا شرت ثوب الفرح تشتري لي باع خام""يدفنوني ليلة العرس ويزفونها