السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هات معك كلينكس ..... واقلط
.
.
.
الـــــــدموع :
تلك السوائل التي تفاجئك بالانهمار من مقلتيك عندما تكون حزينا أو مهموما أو خائفا أو فرحا أو متألما ......الخ
قد يعتبرها البعض ضعفا وكثيرون هم من يحملون هذه الفكرة فتجدهم حريصين كل الحرص على أن لا تفرز
أعينهم تلك السوائل المخجلة و أغلب من يحمل هذه الفكرة هم من الرجال إذ يُعتبر بكاء الرجل في شرعنا عيبا !!
سؤالي هنا : هل بكاء الرجل عيب و ضعف ؟؟
و يعتقد أصحاب حزب لا لدموع أن دموعهم ستثير شفقة الغير وهم يكرهون ان توجه لهم نظرات الشفقة
>> محاولة لتبرير تصرفهم
لكنهم بالفعل أثاروا شفقتي عليهم لأنهم حرموا أنفسهم من نعمة كبيرة ( نعمة البكاء ) .
البكاء هو وسيلة لتعبير عن أحاسيسنا ومشاعرنا و آلامنا وهمومنا وهو على ذمة العلماء يخلص
أجسامنا من السموم والمواد الضارة التي تكونت نتيجة الضغوط و الانفعالات التي يمر بها الإنسان
إذاً هو وسيلة لراحة وتهدئة النفس البشرية <<<
وقيل : إن من لا يعرف الدموع لا يعرف الرحمة ..... وإن الذي لا يبكى عندما
يتألم فإنه يتألم أكثر لأنه يشعر بالألم مرتين.
*****
وبما ان البكاء حالة إنسانية و شيء شاعري إلى أبعد حد لذلك لم يهمله شعرائنا .
فقد دفعتهم لحظات الذكرى واللقاء والفراق و الشوق والحزن و الفرح لذرف دموعهم .
هذا امرؤ القيس فاضت عيناه بالدموع عندما تذكر محبوبته الغائبة
قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل
بسقط اللّوى بين الدخول فحومل
.
.
وهذه دمعة فراق لشاعر العربي الصمة القشيري
ولمّا رأيت البشر أعرض دوننا
وحالت بنات الشوق يحننّ نُزَّعا
بكت عيني اليسرى فلمّا زجرتها
عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
مسكين شاعرنا هذا عندما حاول زجر عينه اليسرى لتكف عن البكاء ...تضامنت
معها اليمنى و أسبلتا معاً .
.
.
و هاهي دموع شاعرنا أبو نواس تفضحه إذ يقول في قصيدة
لا جزى الله دمع عينيَ خيراً
وجزى الله كلَّ خيرٍ لساني
نَمَّ دمعي فليس يكتم شيئاً
ورأيت اللسان ذا كِتمان
كنتُ مثل الكتاب أخفاه طيٌّ
فاستدلّوا عليه بالعُنوان
و أنا أكره دموعي إذا فضحتني وادعي عليها كدعاء أبو نواس .
.
.
وشاعرنا العباس الأحنف بكى بأسباب غربته عن وطنه و حبيبته فيقول :
يا غريب الدار عن وطنه * * مــفرداً يبكي على شجنه
كـــلما جـدّ البُكـاءُ * * بـهدبّت الأسقام في بدنـه
وبسبب تغريد طائر بكى شاعرنا الرقيق العباس
ولقد زاد الفؤاد شجى * * طائر يبكي على فننَه
شفّه ما شفّني فبكى * * كلُّنا يبكي على سكنه
وله بكائية أخرى ومنها .....
بكيت على سرب القطا إذ مررن * * بيفقلت ومثلي بالبكـاء جـديـر
اسرب القطا هل من يعير جنـاحُ * * لعلّي إلى من قـد هويت أطيـر
.
.
وقد تدمع عينيك لسماع نوح الحمام مثل ما حدث لشاعرنا بن لعبون
ياذا الحمام اللي سجع بلحون
وش بك على عيني تبكيهـا
ذكرتني عصر مضى وفنون
قبلك دروب الغـي ناسيهـا
دعواتي الصادقة لكل عين قرأت حروفي ان لا تذرف إلا دموع الفرح
من مكتبتي الخاصه
دمتم بود
الصقررر