و من اجمل ابيات ابوتمام ::
قال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي:
سقى اللهُ من أهوى علـى بعـدنأيه......وإعراضه عني وطولِ جفائه
أبـى الله إلا أنْ كلفـتُ بحبـه..............فأصبحتُ فيه راضيـاً بقضائـه
وأفردتُ عيني بالدموع فأصبحتْ........وقد غصَّ منها كلُّ جفن بمائـه
فإنْ متُّ من وجدٍ بـه وصبابـةٍ............فكم من محب ماتَ قبلي بدائـه
وقال أيضاً:
تلقاهُ طيفي في الكرى فتجنبـا.....وقبلـتُ يومـاً ظلـه فتغضبـا
وخبرَ أني قـد مـررتُ ببابـه.............لأخلسَ منـه نظـرةً فتحجبـا
ولو مرتِ الريحُ الصبا عند أذنه....بذكري لسبَّ الريـحَ أو لتعتبـا
ولم تجر مني خطرةٌ بضميـرهِ.......فتظهر إلا كنـتَ فيهـا مسببـا
وما زادهُ عندي قبيـحٌ فعالـه.......ولا الصدُّ والأعراضُ إلا تحببا
وقال أيضاً:
قال الوشاةُ بدا في الخد عارضهُ.......فقلتُ لا تكثروا ما ذاك عائبـه
لما استقـل بـأردافٍ تجاذبـه............واخضر فوقَ جمان الدرِّ شاربه
وأقسم الـوردُ أيمانـاً مغلظـة..............أنْ لا نفارقَ خديـه عجائبـه
كلمته بجفـونٍ غيـر ناطقـةٍفكانَ .............من ردهِ ما قـال حاجبـه
الحسنُ منه على ما كان أعهد........هوالشعرُ حرزٌ له ممن يطالبـه
أحلى وأحسنُ ما كانتْ شمائلـه.......إذْ لاح عارضهُ واخضر غاربه
|