قصة خليف والشيخ ساجر
خليف والشيخ ساجر
أعتقد أن هذه الحكاية محزنه أكثر مما هي طريفة ، وربما تنطبق عليها مقولة شر البرية ما يضحك ، فالشيخ ساجر الرفدي ـ الفارس المعروف ـ حل عليه شاب أسمه خليف ، شاكياً من تقصير جماعته وتركه بعد أن رحلوا عنه، فواساه الشيخ بأن أنزله عنده ، وأعطاه ما يحتاجه ، وكان مع خليف هذا أمه . ومن صفات خليف أنه كان متسرعا في تصرفاته .
وفي أحد الأيام ، ذهب الشيخ ساجر للقنص، فأخذ خليف معه ، وأثناء الرحلة ظهرت أرنب فأرسل خلفها كلبه المدرب (سلوقي ) .. وبينما الكلب يطاردها أراد خليف أن يقتل الأرنب فأخطاها وأصاب الكلب فقتله .
فقفزت أرنب ثانية ، فأرسل الشيخ ساجر صقره ، لكن خليف تعجل وأراد أن يصلح غلطته الأولى فرمى فأخطأ الأرنب وأصاب الصقر فقتله أيضاً .
فكظم الشيخ غيظه، ورجع صامتا في حال من الضيق ، وكان الوقت قبيل الغروب، وهم في شهر رمضان ، فأراد أن يجهز القهوة فلم يجد إلا القليل الذي يكفي أصغر دلاله ، وفتش التتن ( الدخان ) وما لقى إلا ما يكفي لتعميره وحده، حط الدخان بالسبيل ( الغليون ) وجهز القهوة وحطها بجانب النار وجلس ينتظر موعد الفطور .
أما خليف، رجع لأمه وأخبرها بقتله السلوقي والصقر، وعرفت أمه فداحة ما فعل، وخاصه أن السلوقي والصقر في ذلك الوقت مصدرمن مصادر الرزق ، طلبت أم خليف أنه يروح للشيخ ويعتذر منه ويحب راسه ويطلب منه أنه يسامحه .
جاء خليف ... ويوم قرب من الشيخ أسرع بمشيه ليقبل راس الشيخ، فداس على الغليون وكسره ، ويوم أحس بذلك رجع فركل الدلة بقدمه وكفاه!
عندها صاح الشيخ ساجر وهو يكاد ينفجر من الغيظ :
ـ " وش سويت يا خليف ؟ .. قتلت الكلب والصقر .. وكسرت السبيل .. وكفيت الدله "؟!
فقصد الشيخ ساجر قصيدة يصف ما حدث من مواقف يقول :
البارحة بالليل ما تريد حالــــــــي
قضيت أنا ليلي حزين ومحتــــــار
مصيبة ما شفتها بالليالـــــــــــي
يا تقل يوقد بالضماير لهب نــــــار
من صرت أنا ما شفتها ولا جرالي
أربع مصايب لوعنّي من الجــــار
الأوله حطاب يعادل عيالـــــــــــي
أشقر عديم ولأبرق الريش نثــــار
والثانية خطاف ما له مثالـــــــــي
شره على تيس الجميلة ليا نــار
والثالثة عملت بأصغر دلالـــــــــي
وقصرتها وفاحت على بن وبهـــــار
والرابعة بالعظم تتن الشمالـــــي
وأفلست منها حين حزات الأفطـار
ياليت جتني قوم وأفنت حلالـــي
وأصبر على عسر الليالي والأعزار
من صرت أنا مهزابة للرجالــــــــي
وكم واحدٍ هدمت بيته على النــار
والعمر يفنى وآخره للزوالــــــــــي
والحظ يلقى عند حصات الأوبـــــار
ما شفت مثل خليف قليل والــي
من خلقة البدوان ما مثلها صـــــار
......... وسلامتكم
|