هل ثبت لأوس بن حارثة صحبة ؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه اما بعد :-
مما لا يخفى ان اوس بن حارثة بن لام الطائي كان سيد قومه وكان من المعمرين حيث عاش ميئتين وعشرين سنه لكن السؤال هو هل كان صحابيا وهل الرواية التي تدل على ذلك صحيحة ؟
روى أبي الحسين بن قانع من طريق حميد بن منهب عن جده اوس بن حارثة قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم الحديث .......وساستعرض لكم إسناد هذا الحديث : قال القاضي بن قانع رحمه الله حدثنا محمد بن عبد الوهاب الأخباري حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا زحر بن حصين عن جده حميد بن منهب عن جده أوس بن حارثة بن لأم الطائي .... استدركه ابن الدباغ الاندلسي
وهذا الحديث فيه وهم من ابن قانع فإن أوس بن حارثة بن لام مات في الجاهلية وإنما أدرك الإسلام احفاده كعروة بن مضرس بن حارثة وهانيء بن قبيصة بن أوس وهناك انقطاع بين حميد بن منهب وبين جده أوس بن حارثة .
وسانقل لكم كلام العلماء في ابن قانع :
قال البرقاني : البغداديون يوثقونه , وهو عندي ضعيف .
وقال الدارقطني : كان يحفظ , ولكنه يخطئ ويُصرُّ .
وروى الخطيب عن الأزهري , عن أبي الحسن بن الفرات , قال : كان ابن قانع قد حدث به اختلاط قبل موته بنحو من سنتين , فتركنا السماع منه , وسمع منه قوم في اختلاطه .
من أبرز تلاميذ القاضي ابي الحسين عبد الباقي بن قانع :-
امام الدنيا في علل الحديث الحافظ ابي الحسين الدارقطني
أبي عبد الله الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين
وأبو الحسين بن الفضل القطان
وهذا كلام الحافظ بن حجر العسقلاني في كتابه الاصابة في تمييز الصحابة في ترجمة أوس بن حارثة :-
روى بن قانع من طريق حميد بن منهب عن جده أوس بن حارثة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبًا من طيء فبايعه على الإسلام استدركه بن الدباغ وساق بن قانع نسب أوس بن حارثة فقال بن لام بن عمرو إلى آخره وهو وهم فإن أوس بن حارثة بن لام مات في الجاهلية وإنما أدرك الإسلام احفاده كعروة بن مضرس بن حارثة وهانيء بن قبيصة بن أوس وقد ذكرابن عبد البر بحير بن أوس بن حارثة بن لأم وقال في إسلامه نظر قلت وأوس بن حارثة لي هو جد حميد بن منهب الأدنى فإنه حميد بن منهب بن حارثة بن خريم بن أوس بن حارثة بن الأم بن عمرو بن طريف بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيء ولجد أبيه خريم بن أوس صحبة كما سيأتي ولعله كان فيه عن جده خريم بن أوس بن بن حارثة فسقط خريم والله أعلم وقد وقفت على ما يؤيد ذلك وهو أن بن قانع قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب الأخباري حدثنا زكريا بن يحيى حدثنا زحر بن حصين عن جده حميد بن منهب عن جده أوس بن حارثة بن لأم الطائي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبًا من قومي فبايعته على الإسلام الحديث بطوله قلت اختصره بن قانع فذكر طرفا منه ثم قال فذكر حديثًا طويلًا والحديث المذكور رويناه في جزء أبي السكين وهو زكريا بن يحيى الطائفي المذكور ورواية أبي عبيد بن جرمويه القاضي عنه قال حدثنا عم أبي زحر بن حصن عن جده حميد بن منهب قال قال جدي خريم بن أوس بن حارثة هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك فقدمت عليه فأسلمت فذكر حديثًا طويلًا فظهر أن الحديث لخريم بن أوس لا لاوس والله أعلم وفي التاريخ المظفري أني أوس بن حارثة بن لام الطائي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ابسط يدك قال على ماذا قال على أن أشهد أن لا إله إلا الله غير شاك وأنك رسول الله غير مرتاب وعلى أن اضرب بهذا وأشار إلى سيفه من أمرتني فقال أحسنت بارك الله عليك وابنه خريم بن أوس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم انتهى ولعل أوسا عمر إلى أن أدرك الإسلام ثم رأيت في جمهرة بن الكلبي أن أوس بن حارثة عاش مائتي سنة وذكر أبو مخنف لوط بن يحيى في كتاب المعمرين أن أوس بن حارثة المذكور عاش مائتي سنة حتى هرم وذهب سمعه وعقله وكان سيد قومه فرحل بنوه وتركوه في عرصتهم حتى هلك فيها ضيعه فهم يسبون بذلك إلى اليوم وفي ذلك يقول الاسحم بن الحارث بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء الطائي:
أتاني في المحلة أن أوسا ** على لحمان مات من الهزال
تحمل أهله واستودعوه ** كساء من نسيج الصوف بالى
انتهى وهذا يدل على أنه مات في الجاهلية.
وقال الحافظ ايضا :-
ذكره بن قانع وقد تقدم أنه وهم في ترجمة أوس بن حارثة في القسم الأول وذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه شاعر جاهلي وذكر بن الكلبي أن هانئ بن قبيصة بن أوس بن حارثة بن لأم كان نصرانيا وكان تحته بنت عم له نصرانية فأسلمت ففرق عمر بن الخطاب بينهما فلو كان أوس بن حارثة أسلم لم يقر حفيده هانئ بن قبيصة على النصرانية وذكر أبو حاتم السجستاني في المعمرين قال عاش أوس بن حارثة بن لأم مائتين وعشرين سنة حتى هرم وذهب سمعه وعقله وكان سيد قومه ورئيسهم ذكر ذلك بن الكلبي عن أبيه قال فبلغنا أن بنية ارتحلوا وتركوه في عرصتهم حتى هلك فيها ضيعة فهم يسبون بذلك إلى اليوم فهذا يؤيد ماقلناه إنه لم يدرك الإسلام.
|