مقالة منقولة عن آل كثير والكثيريات
جريدة الرياض الجمعة 11 جمادى الآخرة 1427هـ - 7 يوليو 2006م - العدد 13892
موضي بنت سلطان أبو وهطان الكثيري زوجه الإمام محمد بن سعود
عبدالله بن علي بن محمد العسكر
مثلت الجزيرة العربية موطناً مهماً للقبائل العربية منذ ماقبل العصور الجاهلية وحتى العصور الحالية، فما زال الكثير منها قابعا على ترابها ويتفيأ بظلالها وينعم من خيراتها.
وكان لبعض القبائل بروزاً ونشاطاً ملحوظاً في وسط الجزيرة العربية، ومنها قبيلة (آل كثير) إحدى فروع قبيلة (بنو لام بن عمر بن طريف بن عمر بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جنداب بن خارجه بن جديلة بن سعد بن فطرة بن طيئ) «1»
من القبائل المهمة في نجد منذ القرن السابع الهجري حتى أواخر القرن الثاني عشر الهجري، حيث يتضح ذلك من معاركهم وجولاتهم لتتبع المراعي وخاصة في أطراف نجد الشرقية (العارض والخرج والعرمة) ولم تستطع قبيلة من القبائل إخضاعها حتى قيام الدولة السعودية الأولى عام 1157ه.
ويسجل المؤرخون طرفاً من أخبارهم وبعض معاركهم الشهيرة وعلى سبيل المثال:
* في سنه 853ه تصالح آل كثير بينهم بعد حروب وقعت بينهم «2».
* في سنه 861ه دخل فريج بن طامى بن فريج رئيس بوادي آل كثير في مساعدة عنزة ضد قبيلة الظفير«2»
* سنه 879ه أخذ آل كثير والعوازم وزعب قافلة كبيرة لأهل نجد على اللصافة «2»
* سنه 883ه تناوخ آل كثير وسبيع على ضرما «2»
* سنه 885ه اخذ آل كثير قافلة كبيرة لإحدى القبائل «2»
*سنه 901ه يغير آل كثير على إحدى بلدات نجد «2»
* سنه 937ه تقع معركة من آل نبهان من آل كثير على العيينة وقائد تلك المعركة ثنيان بن جاسر شيخ آل نبهان «2»
* سنة 950ه صج أهل العيينة آل نبهان من آل كثير على عقربا «2»
* في سنه 955ه يغير آل نبهان على أهل العيينة «2»
وقد ذكر المؤرخون كابن غنام وابن بشر وقبلهما المنقور والفاخري وابن عباد وابن يوسف وابن بسام معارك كثيرة في وسط نجد وأسافله الشرقية بما لايتسع المجال لذكره، وتسجيل الوقعات التاريخية التي ذكرها المؤرخون لآل كثير تدل على قوتهم ومنعتهم وأنهم من قبائل العارض القوية.
وفى بداية القرن الحادي عشر أصبحت معاركهم تقع مع أمراء القرى القويين.
ففي عام1097ه تقع لهم معركة بين آل عساف «2» أحد فروع بني كثير وبين عبدالله بن معمر على عرقة. وتقع معركة بين آل عساف وآل مغيرة على العرمة عام 1098ه «2»
وفى سنه 1133ه يأخذ أهل العيينة آل عساف من آل كثير على سدوس ونظرا لقوتهم ومنعتهم أصبح الحكام يشنون عليهم غارات كبيرة، ففي سنه 1133ه خرج سعدون بن محمد بن غرير آل حميد أمير الأحساء والقطيف ومعه جنود كثر من الحاضرة والبادية وحصر عربان آل كثير في العارض ونزل عقربا المعروفة وآل كثير في العمارية وأقام محاصرا لهم حتى هزلت مواشيهم ثم رحل عنهم إلى الدرعية «2». فلأجل هذه القوة والشرف بدأ شيوخ القبائل يتزوجون منهم فهذا شيخ الظفير في وقته (شهيل بن سلامة بن مرشد بن صويط) يتزوج من آل عساف من آل كثير وتنجب له ابناً هو الشيخ فيصل بن شهيل بن سلامة بن صويط شيخ الظفير، والذي سجل له التاريخ وقفات مذكورة ومشهورة مع الدولة السعودية «3»، وكذلك الشيخ عجمي بن شهيل بن صويط المتوفى عام 1409ه أخواله العساف من آل كثير.
وقبل قيام الدولة السعودية الأولى عام 1157ه حينما تأمَر الإمام محمد بن سعود على الدرعية، كان شيخ آل كثير هو (سلطان آل عساف) المكنى بأبي (وهطان) «4» وله ابنة عرفت بسداد الرأي ورجاحة العقل اسمها (موضي) فتزوجها الإمام محمد بن سعود ولعلها هي التي قال عنها ابن بشر (انها ذات عقل ودين ومعرفة وقالت للأمام: إن هذا الرجل ساقه الله إليك وهو غنيمة فاغتنم ماخصك الله به فقبل قولها) «5».
وقد علق عبدالرحمن بن عبداللطيف آل شيخ محقق عنوان المجد في تاريخ نجد، أن المرأة هي (موضي بنت أبي وطبان من آل كثير من بني لام) «6» ولعله خطأ مطبعي أدى لتحريف اسم وهطان إلى وطبان». حيث أن الشيخ عبدالرحمن آل الشيخ التبس عليه هذا الاسم مع عائلة أخرى من (بني حنيفة يقال لهم آل وطبان، الذين هم أبناء عمومه لآل سعود). وإلا فبعد مراسلات بيني وبين وجهاء آل كثير الموجودين مع ابناء عمهم الظفير فبينوا تصحيح الاٍسم وأنها (موضي بنت أبي وهطان من آل عساف آل كثير) ولعلٌ في هذا مايقطع اللبس في اسم هذه المرأة.
ولمًا رحل آل كثير وحالفو آل ظفير، بقي منهم عوائل عديدة تحمل اسم (آل كثير) في الرياض والخرج والحريق وضربه، وغيرها، وعوائل أخرى كثير لايتسع المجال لذكرها متفرعة من آل كثير. وآل كثير ينقسمون إلى قسمين:
1- آل نبهان، ونخوتهم (انبيهي) وهم عوائل كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها.
2- آل عساف ونخوتهم (حسيني) وهم فخذان:
* آل سند
* آل مبارك.«4»
* وعلى كل حال فاِن زوجة الإمام محمد بن سعود هي من آل كثير من بني لام الذين قال فيهم الشاعر أبو الطمحان حنظلة بن الشرفي «7»:
إذا قيل اي الناس خير قبيلة
وأصبر يوما لا توارى كواكبه
فاِن بني لام بن عمرو أرومه
سمت فوق صعب لاتنال مراقبه
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم
دجى الليل حتى نظم أجذع ثاقبة
الهوامش:
1 جمهرة انساب العرب لأبي محمد علي بن احمد بن حزم تحقيق عبدالسلام هارون.
2 تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق. عبدالله بن بسام. تحقيق، إبراهيم الخالدي.
3 تنوير المسير عن تاريخ الظفير «لكاتبه».
4 ملحوظات أرسلها للكاتب دهام كريم شبيب أبو خشبة الكثيري من سكان الفحيحيل من دولة الكويت.
5- عنوان المجد في تاريخ نجد. عثمان بن بشر، تحقيق عبدالرحمن آل الشيخ، طبعة الدارة ج1 ص41.
6 راجع هامش (4).
7 بلوغ الأرب في معرفه أحوال العرب. للسيد محمود شكري الألوسى.
ــ أعتذر إن كان هناك تكرار للموضوع ــ
|