قصــة بهيـسة بنــت أوس بن حارثــة بن لام الطـــائـــي ..
قصـــة بهيــسة بنــت اوس بن حارثة بن لام الطائــي
" التي أنقذت العرب من حرب ضــروس بين عبــس وذبيــان "
قصة من التراث العربي القديم قال الحارث بن عوف يوما لخارجة بن سنان المرى : أتراني اخطب الى احد فيردني ؟ فقال له : نعم ! قال : ومن ذاك ؟ قال: أوس بن حارثة بن لام الطائي ، فقال الحارث لغلامه : ارحل بنا، ففعل ، وركبا حتى اتيا أوس بن حارثة بن لام الطائي فوجداه في فناء منزله فلما أن رأى الحارث بن عوف قال: مرحبا بك يا حارث ، ثم قال: وبك، قال: ما جاء بك ؟ قال: جئتك خاطباً، قال: لست هناك . فانصرف ولم يكلمه ودخل أوس على امرأته مغضبا، وكانت من عبس، فقالت : من رجل واقف عليك فلم يطل، ولم تكلمه ؟ قال : ذاك سيد العرب الحارث بن عوف . قالت: فمالك لم تستنزله ؟ قال: إنه استحمق ! قالت: وكيف ؟ قال: جائني خاطباً ! قالت: أفتريد أن تزوج بناتك؟ قال: نعم ، قالت: فاذا لم تزوج سيد العرب فمن . قال : قد كان ذلك ، قالت : فتدارك ما كان منك . قال: بماذا ؟ قالت: تلحقه فترده . قال: كيف وقد فرط مني ؟. قالت : لقيتني مغضبا بأمر لم تقدم فيه قولاً، فلم يكن عندي فيه من الجواب إلا ما سمعت، عد ولك عندي كلما أحببت، فإنه سيفعل .. فركب في إثرهما . قال خارجة بن سنان : فوالله إني لأسير مع الحارث إذ حانت مني إلتفاتة فرأيت أوساً، فأقبلت على الحارث - وما يكلمني غماً - فقلت له : أوس بن حارثة في إثرنا . قال : وما نصنع به ؟ إمض. فلما رآنا لا نقف عليه، صاح: حارث، أربع عليّ ساعة ، فكلمته بذلك الكلام، فرجع مسروراّ . ودخل أوس منزله ، وقال لزوجته : أدعي لي فلانة - يقصد أكبر بناته - فأتته، فقال : يا بنية ، هذا الحارث بن عوف سيد من سادات العرب، قد جاءني خاطبا وقد أردت أن أزوجك منه ، فما تقولين ؟ قالت : لا تفعل ؟ فإني امرأة في وجهي ردة - قبح -، وفي خلقي بعض العهدة - العيب -، ولست بابنة عمه فيرعى رحمي، وليس بجارك في البلد فيستحي منك ، ولا آمن أن يرى مني ما يكره فيطلقني . وقال مثل ذلك للوسطى فأجابت مثل الكبرى... فنادى الصغرى فعرض عليها الأمر، فقالت: أنت وذاك (يعني بسم الله). فقال : قد عرضت ذلك على اختيك فأبتاه فقالت : ولم يذكر لها مقالتيهما لكني والله الجميلة وجها ، الصناع يداً،الرفيعة خلقاً، الحسيبة أباً ، فإن طلقني فلا أخلف الله عليه بخير . فقال : بارك الله عليك . ثم خرج إلى الحارث فقال : زوجتك يا حارث إبنتي بهيسة بنت أوس . قال: قبلت . فأمر أمها أن تهيأها ، وتصلح من شأنها . ثم أمر ببيت فضرب لهما . ثم بعث بها إليه ... قال الراوي خارجة بن سنان : فلما أدخلت عليه بهيسة، لبث هنيهة ثم خرج فقال : أفرغت من شأنك قال : لا والله . قال خارجة بن سنان: كيف ؟ قال: لما دخلت عليها قالت : مه، أعند أبي وإخوتي ؟ هذا والله ما لا يكون .. فأمر بالرواحل وارتحلوا .. ولما ساروا ما شاء الله، قال الحارث لخارجة : تقدم ، قال خارجة : فتقدمت ثم عدل الحارث بزوجته عن الطريق.. وما لبث أن لحق بي ، فقلت: أفرغت ؟ قال لا والله قلت: ولم ؟ قال : قالت لي : أكما يفعل بالأمة الجليبة أوالسبية الأخيذة ، لا والله ! حتى تنحرالجزر وتذبح الغنم ، وتدعو العرب، وتعمل ما يعمل لمثلي فقلت : والله اني أرى همة وعقلا وأرجو أن تكون منجبة . وسكت الحارث قال خارجة : فرحلنا حتى وصلنا ديارنا، فأحضر الإبل والغنم ، ثم دخل عليها . وسرعان ما خرج علي فقلت : أفرغت ؟ قال : لا . قلت : ولم ؟ قال : دخلت عليها فقالت: والله لقد ذكرت لي من الشرف ما لا أراه فيك ؟ قلت: وكيف ؟ قالت: أتفرغ للنساء ، والعرب تقتل بعضها بعضا ً !! المقصد : كانت الحرب في بدايتها بين عبس وذبيان قلت: فيكون ماذا؟؟ قالت أخرج إلى القوم فأصلح بينهم ، ثم ارجع إلى أهلك فانهم لن يفوتوك ما تريد . فقال الحارث : أخرج بنا يا خارجة، فخرجنا حتى أتينا القوم فمشينا بينهم بالصلح فاصطلحوا على أن يحتسبوا القتلى ، عن كل رجل دية فحملنا 3000 بعير في 3 سنين ، وانصرفنا لأجمل الذكر، فمدح زهير بن أبي سلمى الحارث بالقصيدة المشهورة:
أمن أم أوفى دمنة لم تكلّمِ
بحومائة الــدراج فالمتثلّم
_________________________________
تذكرتُ تـاريخ الأبـاء و الأجــداد , المتصفـين بالبـداوة ,
على صهوات خيـولـهم , يحمــون ديارهـم . فقاتلوا , و قُتـِلوا ..
ومنهم الشـيخ / مـنيف بن سـيف بن منـيف بن سيف بن مدرهم بن سعود بن مدرهم بن طحيـشل بن حنظله بن عمـعوم بن جعـفر آل مظـهر الكثـيـري ..
.
|