الشيخ قعدان مع المحفوظ السرديه
بسم الله الرحمن الرحيم
*****************
لم يدر بخلد القائد الفذ قعدان بن يعيش أنه سيسجل في هجرته سبقاً تاريخياً لقبائل المنابهة في كونها أول من يخوض غمار الحرب من قبائل عنزة طلباً للمراعي والمياة في بلاد الشام ، لقد أشعل بتحركه هذا ناراً في قلوب الشجعان والحكماء من أبناء القبيلة أنارة لهم المسير لبلاد الخير والرفاهية وترك موطنهم الذي مستهم نائبةً من جوع وضر .
لقد تحرك الشيخ قعدان بن يعيش بجحافل من قبيلته المصاليخ ومعها بعضاً من قبائل المنابهة نحو بلاد الشام ونزل ضيفاً على شيخ قبيلة السردية اللامية الطائية وأبان المحفوظ السردي موقف العربي في مثل ذلك وبعد مدة ليست بالقصيرة قدمت جموع من قبائل المنابهة إلى قعدان بن يعيش للإقامة معه مما أثار علامات من الريبة والإستغراب لدى قيادات قبيلة السردية الذين أشاروا على شيخهم بالتخلص من قعدان وقبيلته لأن تجمعهم بهذه الأعداد يشكل خطراً على القبيلة و مواردها من المراعي و المياه .
وبعد أخذٍ و رَد أُشير على المحفوظ السردي أنْ لا وسيلة لك لإبعاد قعدان وربعه إلا بإستفزازه بطلب فرس جاره الأصيلة التي إن أجابك بها فقد كسبتها وتطلب شيئاً آخر و إن رفض فيكون لك العذر بطلب مغادرته وجماعته من أراضيك .
لم يقبل الشيخ قعدان أن يضايق جاره بأخذ الفرس الأصيلة فما كان منه بعد أن تشاور مع عقلاء جماعته إلا أن عرض عدداً من الخيول العربية الأصيلة لمضيّفه رغبةً منه لكسب من أحسن جيرته وقَبِل أن ينزل عليه مع جماعته وقت الحاجة ، وعند ذلك رفض بن محفوظ هذا العرض السخي تنفيذا لمخطط التخلص من قعدان وربعه .
وفي رجم الشور دار نقاش بين قعدان وجماعته عن الحل الأمثل لمثل هذه المشكلة المعقدة وعندها ثار الفارس حزيل الرعوجي وقال ( حيز والله لغير يشربن لو من بين ******* عمشاء ) وأنتهى النقاش برأي العودة للديار المنبهية لإبلاغ قبائل عنزة عن وفرة المياة وطيب المراعي ،أعطى المحفوظ (حسب العرف البدوي) المهربات الثلاث لقعدان وجماعته مع عزمه على إبادتهم في ديارهم حسب زعمه .
وقد أوفى ولحق بهم قرب مورد ميقوع المعروف ودار رحى معركة غير متكافئة العدد بين حلف الشمال بقيادة المحفوظ السردي (عشرين بيرق) و قبيلة المصاليخ ومن معها وكان النصر حليف المنبهي الشجاع وجماعته الأبطال الفذاذ ، وبعد هدوء العاصفة و وضوح النصر المؤزر تعالت الأصوات بالتقدم شمالاً لمواطن الماء الوفير والمراعي الكثيرة .
ولم تنسي نشوة النصر قعدان وفرسانه أن يبلغ أبناء عمومته من قبائل عنزة بما سطر أبناء المصاليخ ومن معهم من أروع قصص البطولة والتضحية والإباء وأستنطق شاعره الفذ النجيدي بن مذهل ليرسل أبيات توضح ذلك وقد كتب وأبدع .
وتقدم الفارس قعدان بن يعيش وأبطاله بإتجاه المزيريب لتقوم معركة أخرى أوفى بها حزيل وعده حيث أوصى عبده أن حينما تقترب من مورد الماء نادي بأعلى صوتك على إبلي بمشياعها وردد ( عِلِي عِلِي عِلِي عِلِي عِلِي عِلِي ) وتقدم بالرحول بإتجاه الماء من بين البيوت وقام العبد بذلك خير قيام ويذكر أنه لم يبق بيت على بناءه وأن أطناب البيوت قطّعت بخفاف الأبل وقتل المحفوظ بهذه المعركة الفاصلة .
ومما فات يظهر لنا
أن الشيخ قعدان بن يعيش وببعد نظره أصبح صانع التاريخ الوائلي الحديث وكاتبه
فله تسجل أسبقية الهجرة والدعوة لها
وهذا فخر لجميع القبائل المنبهية
تتمات
1- لُقِّب الشيخ الفارس قعدان ابن يعيش بـ أبو شاربين .
2- كان المحفوظ السردي يقود في هذه المعارك حلف الشمال المتكون من قبائل السردية والسرحان والعيسى وبني صخر والفحيلية .
3- ميقوع : مورد ماء شمال غرب النفود ويقع على الإحداثي
|