ترجمة الشيخ أجمد بن علي بن دعيج قاضي الوشم زمن الامام تركي
أهدي ترجمة الشيخ أحمد بن علي بن دعيج الكثيري ( جد آل دعيج الكثران أهل مرات) وقاضي الوشم زمن الامام تركي بن عبدالله ...أهديها إلى القائمين على المنتدى الذين رفعوا رؤوسنا وشرفونا بجهدهم وتعبهم ، أسأل الله أن يرفع قدرهم في الدنيا والآخرة، وأهديها إلى آل دعيج خاصة وكافة لابتي هالخيل والرماح العوالي جعلي ما أبكيهم سلايل زيد الخيل آل نبهان وسلايل أوس بن حارثة بن لام رضي الله عنهما:
الشيخ أحمد بن علي بن أحمد بن دعيج الكثيري
(1190هـ - 1268هـ)
الشيخ أحمد بن علي بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن راشد بن علي بن علي أيضاً بن أحمد بن إبراهيم بن موسى بن دعيج ، الكثيري نسباً ، المرائي – بفتح الميم – بلداً ، الحنبلي مذهباً ، هكذا نسبه من خط يده ، فهو من آل كثير ، القبيلة الشهيرة في نجد ، والتي ينتهي نسبها إلى بطن كبير من بني لام القبيلة الطائية القحطانية التي انتقلت من جنوب الجزيرة العربية ، ونزلت في جبلي طيء : أجا وسلمى ، وتفرع من طيء بنو لام وهم ثلاث قبائل : آل مغيرة ، وآل كثير ، والفضول ؛ والفضول كانوا بادية نجد فنزحوا على العراق ، ولم يبق منهم في نجد إلاَّ أُسر متحضرة .
وكان الشيخ أحمد بن علي بن دعيج قاضي الوشم زمن الامام تركي بن عبدالله ثم ابنه الامام فيصل بن تركي ، وكان شاعراً لسناً فصيحاً وقد مدح الامام فيصل واصفاً الامام بالعفة والصلاح ومعتزاً بغناه عن السؤال وأنه يمدح الامام حباً له في الله وحسب :
وما بدأت النظـم إلا محبــــــة وما كان مقصودي بذاك التنـــولا
لأن إله العرش قد سَدَّ فاقـــتي فعار لغير الله أن أتـــــَذَلــَّـــلا
لأَني من قـــــــــومٍ كرامٍ أعزةٍ بني لام حقاً مجدها قد تأثَّــــلا
إذا جاء للمعروف طالبُ حاجةٍ بذلنــا له فوق الذي كان أمــــَّلا
إذا ماأتى المعروف قبل سؤالـه فلا خير في المعروف إنْ جا تـَوَسُّلا
وُلد المترجَم في بلدة (مرات) ، إحدى بلدان الوشم ، والمشهورة بقصائد ذي الرمة وغيره من شعراء العرب ، وولادة المترجم في عام 1190هـ ، فنشأ في بلده وأخذ العلم عن بعض علماء نجد ممن عاصرهم ، وكان وقت طلبه هذا هو الوقت الذي انتشرت فيه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ربوع نجد ، وإننا لنرى أثرها فيما وصل إلينا من نظم وكلمات للمترجَم ، فله نظم جيد في نكبة الدعوة السلفية النجدية على يد ابراهيم باشا ، نتركه يحدثنا عنها ، فيقول : (فاستخرت الله تعالى في ذكر الوقعة الكبرى التي قصمت الظهور ،وفصمت العرى وفرقت البوادي وأهل القرى وهي حملة إبراهيم باشا بن محمد علي وزير مصر على نجد سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف حيث هدم اسوارها كلها ، وهدم الدرعية وقطع نخيلها وتسفيره آل سعود وآل الشيخ إلى مصر ، وتركنا ذكر ما سواها من وقائع نجد ، وصلى الله على نبينا محمد) .
ثم شرع في نظمه الرجزي مفتتحاً بقوله :
يقول عبد أصله من ماء والحنبلي المذهب المَــــــرَاء ( نسبة إلى بلدته مرات ) .
إلى أن قال :
فاسمع وخذ تاريخ قرن ثالث وما جرى فيه من الحوادث
إلى أن قال :
سنة ثلاثة مع ثلاثين مضت من قرننا المذكور والبلوى دهت
دهى العساكر مع وزير مصرا أتت على نــــــجد بنار حمرا
وقبله كـــــــــــأنها عروس والخـــــــير في أركانها يميس
أميرها السميــــدع المحامي بنفســـــــه عن حوزة الإِسلام
عبد العزيز أمير أول عصرنا وفضله يزكــــــــــو به مصرنا
يفوز بالقــــــــــرآن والآثار ونــــــــــهجه طريقة المختار
من بعده قام ابنه سعود وأعلن الرايــــــــــات والبنود
وأحسن السيرة والسلوكا وارهبت هيبته الملــــــــــوكا
وبعدهم قام الإِمام البارع وكم له في الترك من وقــــائع
عبد الإِله الليث أبو سعد ولد سعود الندب مثل الفهـد
في نحره قام أفندم باشا وفوق السهم له وراشـــــــــا
ونازل العوجا بحرب صارم ضرب تقل دونها الأراقـــــم
حاصرها بالدوم سبعة أشهر أبو سعد سكانها والأنــــجر
بضربه القلوب منهم بالوهن حاشا مشاهير وفيصل ما جبن
وبعضهم على العدا تهافتوا وآخرون بالمكاتب خافتــــوا
وأهل السهل جميعهم فاهلسوا وأدخلوا العسكر عليه دلسوا
والنصف من أهل الطريف ثاروا وصفقوا جناحهم وطـــــاروا
وخلفوه بقصـــــــــره وحيداً وما قضى الرب فلا محيداً
وأخرجوه من منيع أوطانه بأمر من لا ينقضي سلطانه
كم قبلنا أباد ربي من أمم من بعد نوح مثل عادٍ وإرم
وفيما مضى كم دولة قد دالت ثم انقضـــت مدتها وزالت
مصير دنيانا إلى المحاق ثم البقا للــــــواحد الخلاق
وذا بحق ما جرى على السعود وكل محبوب لنا من الحقود
وبعدهم أهل الظنون الفاسدة تيقنوا النعمة عليهم خالدة
فيا لها من بيضة تفلقت حدائق بعد التفاف قطعت
وطالما كانت محل أنس ورحبُ ساحاتٍ بها للنفس
وكم بها من ملك غطريف وشيخ علم جهبـــذ ظريف
وهو رجز طويل سجّل فيه بعض أخبار هذه الحادثة الكبرى عن معاينة ومشاهدة ، وهو رجز لا يخلو من الخلل في وزنه وإعرابه ،ولعل ذلك الخلل من النساخ الذين تناقلوه .
كما اطلعت ( يعني العلامة عبدالله البسام نفسه ) له على نظم آخر قدَّم له بهذه المقدمة الآتية قال : (كتاب الدر الثمين في عقيدة الموحدين ، وسبب تأليفه أنه ورد عليَّ جواب من بعض الإخوان سنة ثلاثة وثلاثين ومائتين وألف يريد أن أعرض عليه ما نحن عليه من الاعتقاد وأخبار الصفات ، فأجبته ولله الحمد ، وهي معروضة على علماء المسلمين لتبيين الصحيح والتنبيه على الخطأ حتى نرجع عنه – إن شاء الله – إلى الصواب) .
ومطلع النظم هو :
باسمه أبدا كل امرٍ تبركا وحفظاً له لا يعتريه جذامها
وثنيت قبل النظم لله حامداً مصل على المبعوث أحمد مقامها
إلى أن قال :
واقبل أخبار الصفات كما أتى بها النص لا ينفك عنك مرامها
. . . . إلخ . وقال في آخرها عن نسبه :
وناظمها العبد الفقير لربـــــــه سليل دعيجٍ من كثير بن لامها
أسير ذنوبٍ أثقل الظهرَ حملُها إلى الله يشكو دِقُّها وعظامـــــها
وكم له عندي من أيادٍ جميـــلةٍ وظنَّي به غفران ذنبي تمامهـــا
ولمّا قُتل قاضي مرات الشيخ إبراهيم بن حمد بن مشرف في الماوية موارد مياه بين المدينة والقصيم عام 1232هـ ، في المعركة التي وقعت بين الإِمام عبد الله بن سعود وإبراهيم باشا ، واستولى إبراهيم باشا على بلدان نجد ، وصار كل بلد يحكم نفسه بنفسه بسبب اضطراب البلاد عينه جماعته أهل مرات قاضياً ، فلما عاد حكم آل سعود مرة أخرى بإمامة تركي ثم الإِمام فيصل أبقياه على عمله حتى توفي في عمله وبلده عام 1268هـ . رحمه الله تعالى .
فائدة : آل دعيج كلهم ذرية الشيخ الفصيح الشاعر قاضي الوشم زمن الإِمام فيصل بن تركي ، وهذا الشيخ له ذرية صاروا خمس أسر : آل علي ، آل عبد الله ، وآل عبد الرحمن ، وآل دعيج ، وآل محمد ، وصاروا الآن أسرة كبيرة منتشرة في بلدان المملكة العربية السعودية.
|