أنا البارحة ما امسيت جريت ونتي
واعوي عوى السرحان واقنب قنيبي
والدمع من عيني جرى فوق وجنتي
ولوني وسط شعب بمشيبي جذيبي
واسباب سهر العين ونزول دمعتي
شخص غريب الجنس جنسه غريبي
إن قلت له جنس فا انا اهفيت ذمتي
وان قلت ماله جنس فانا مصيبي
خلي شفا روحي وشفي وغايتي
خلي الا حل البلا هو طبيبي
هو صار لي نار وهو صار جنتي
ولو هو بعيد الدار عندي قريبي
تلاقيت انا واياه وسيفي وحربتي
ذبحني وصوبني صواب عطيبي
شخص غلب جمعي وسلمت له قوتي
سلمت له غصب ولا هو عطيبي
شفاياه فيها شفاي شفي ومنوتي
ومن فوها لو هو عليل يطيبي
حبه تمكنه بالضماير ومهجتي
وما انساه كود البدو وتنسى العزيبي
ورجيت انا الباري وكررت دعوتي
وارحبي عساه لطلبتي يستجيبي
وخضعت له خضعه وبينت خضعتي
خضعة قضيب في ديار جنيبي
وحلفت عشر ايمان والله التي ولتي
ما انساه كود الخيل تنسى الهذيبي
وحلفت عشرايمان والله والتي
ما انساه كود الشمس تنسى المغيبي
وصلوا على سيد البرايا طلبتي
عدد نخل بيشه وبطحاء طريبي
شاعرنا سليمان - رحمه الله - فهو قد ولد في أوائل القرن الماضي، انتقل أبوه محمد بن سليمان الكثيري من مدينة الحريق وهي مقر أسرته وتزوج أبوه من احدى الأسر الكريمة بالمزاحمية وانجب سليمان فعاش سليمان في مسقط رأسه ونشأ في بلدته مراحل طفولته وشبابه وكان يحب ان يجالس الشعراء ويستمع إلى شعرهم وقصائدهم مع الاستعداد الشعري الذي عند شاعرنا سليمان لذلك كوّنت لديه شاعرية جيدة وأصبح شاعراً يساجل شعراء بلدته ومنطقته وظهرت شهرته في بلدته وما حولها من القرى وشاعرنا رحمه الله كان يتسم بعدة صفات جليلة ولعل أهمها الكرم وحق الضيافة ومنزله في المزاحمية كان يرتاده الكثير من اصدقائه من شعراء وغيرهم فهو بمثابة المنتدى الشعري وقد تولى شاعرنا سليمان امارة البدائع حتى عام 1396ه، وأخيراً استقر في مسقط رأسه يفيد أهله وجماعته حتى توفاه الله عز وجل في حدود سنة 1399ه ومن تراث الشاعر سليمان هذه القصيدة الغزلية الرقيقة التي تظهر فيها معاناة الشاعر وقد قالها فيما يبدو أيام الصبا والشباب وألفاظها سهلة جداً وقد جاء من عميق قلب الشاعر ولذلك جاء فيها صدق العاطفة ورقة المشاعر وفي خاتمة كلامي أشكر الأخ الشاعر الراوية على ما أمدني به من معلومات عن الشاعر سليمان رحمه الله ولعله إن شاء الله يمدني عن حياة وشعر شعراء المزاحمية وقد وعد بذلك وهذه هي القصيدة التي قالها سليمان الكثيري في أيام شرخ الشباب وخلو البال من كدر الحياة