لم يكن فرساننا قاطعي طريق ولا معتدين
0
0
0
0
0
0
0
0
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في موضوع الشيخه الذي طرحه ابن العم الغالي (الكثير) كانت هناك مداخلة للعضو ( ابومحمد ) حول التفاخر بالشيخه وجاء رده المحرر جزء منه من قبل ابن العم خويران كالتالي
(( وليس افتخر بكان ويكون لان كان ويكون فيه من السبي والنهب والقتل والظلم ))
وتم قفل الموضوع وكنت اتمنى لو أعطي مساحة لنقاشه.
والحقيقة أن الكثير من أجيالنا يلتبس عليها الأمر في أمر السبي والنهب وقطع الطريق حتى إعتقد الجميع أن هذا الآمر من أخلاقيات وشيم العرب وسرى هذا الإنطباع لدى الكثير بفعل مايقدم لنا عبر كتب التاريخ التي دونها رحالة غرباء عن حياة البادية أو مؤرخين كتبوا من مجالسهم بالمشافهة فنقلوا صورة ناقصة وفي إعتقادي الشخصي أن رسم صورة الإنسان في الجزيرة العربية كقاطع طريق ومعتدي آثم فيها الكثير من التجني على تاريخ أمة ومآثر قبائل كانت ومازالت تحمل منظومة من القيم والعادات والتقاليد التي تحكم تصرفات أفرادها ، أبناء القبائل قبل أن يكونوا فرسان ميدان هم فرسان أخلاق ينصرون من استفزعهم ويحمون جارهم ويؤون دخيلهم ويكرمون ضيفهم ويبتعدون عن ما يجلب العار لقبيلتهم ورثوا العزة والكرامة والفروسية من قديم الزمن فمن العار عند الفرسان أن يواجهوا أقل منهم من النساء والضعفاء وعابري السبيل والداخلين في حماية الغير حتى أن العربي قبل أن يقاتل يسأل عن مكانة القبيلة التي سوف يقاتلها وعن فرسانها ويبحث عن كفاءة مقاتله لينال شرف المواجهة قاتل أو مقتول فلا يقال قتل أضعفهم ولا قتله أضعف الناس ، وبالتأكيد حصل من السبي وقطع الطريق والإعتداء الآثم في الزمن الماضي لكنه حدث في فترات إضطراب وإنفلات أمني من جماعات تتستر بالظلام خوف العار وهذا الإنفلات الأمني لو حدث في زماننا لما قصّر الخارجين عن القانون في ارتكاب مايشبه ما يرتكب في السابق وعندما يدون أحد المؤرخين حادثة أو نسمع قصة لا نأخذ بالاعتبار الظروف الأمنية والحالة السياسية بل نأخذها على ظاهرها وهذا برأيي خطأ يراد لنا أن نؤمن به ونقتنع بصورة آبائنا وأجدادنا وأن نمحو كل معاني البطولة والفروسية والقيم الطيبة التي كانوا يتحلون بها ونحل محلها قيم سلبية الصقت بهم ظلماً وعدواناً ، وما كان يحدث من غزوات بالسابق هي شكل من أشكال التدافع بين الخلق ونظام قبلي متعارف عليه قائم بين قوتين متساويتين كأسلوب حياة اقتصادية بعملية متبادلة تأخذ قبيلة جزء من حلال قبيلة تماثلها في القوة والمكانة وفي قابل الأيام ترد الأخرى عليها وغالب تعيين قبيلة دون أخرى بغزوها يكون الدافع له إنتقام متبادل أو دفاع عن مرعى أو ثأر لدم وهذه الحالات هي من طبيعة قبائل إكتض بها المكان وساد في سلوكها نظام من العلاقة غير المستقرة الخاضعة للعرف البدوي في بحثه عن العيش من اجل البقاء وفق منظومة من القيم والاعراف والعادات والتقاليد وليست عشوائية كما يعتقد البعض.
|