" ما قاله غلوب باشا ابو حنيك عن جالي بن جريد الكثيري "
وقبل ظهر اليوم التالي شاهدنا امامنا اشياء صغيرة داكنة متحركة تلك التي اعتاد
المرتحلون والغزاة البحث عنها،انها ابل ترعى.
وعند الظهيرة توسطنا قطعانا كثيرة وعندها عرفنا اننا بالقرب من مضارب كبيرة للظفير.
وقابلنا رجلا مسننا ذابل الوجه كسا شعرهو نادى بصوت جهوري اخترق فضاءات الصحراء<<السلام عليكم>>.
وفي وسط مضارب البدو المتنقلة في هذه البراري العظيمة ينشدون المراعي الافضل
على الدوام ويقفون على اهبة الاستعداد لمخاطر اللصوص او الغزاة ، ويجب على كل
عابر سبيل ان يخضع للاستجواب للحصول على اخبار تنقلات القبائل وغزواتها ،و بالنسبة
الى البدوي فإن هذه المعلومات تعد مسألة حياة او موت.
قال الرجل العجوز : << السلام عليكم.ما هي الاخبار؟>> وهويضرب حمله بالعصا ليقترب منا
ويكون على مستوى قريب منا جنبا الى جنب.
واردف قائلا : << حياكم ايها المسافرون>> ومن الواضح انه بدأ حديث بكل ادب ممهدا الطريق لتوجيه مجموعة اسألة كالمعتاد :
<< من وين انتم جايين؟>> اي من اين جئتم
<< من العرب الذين رايتموهم في طريقكم؟ >>
<< هل سقطت امطار في منطقة النهر؟>>
<< هل رايتم خباري اثر سقوط الامطار؟>>
<< وهل لزام سيرحل الى الصحراء؟ >>
واخذنا نجيب عن اسألته حسب قدرتنا وبعضها تغاضينا عنها وبدأنا بتوجيه اسألتنا اليه مباشرة:
<< اين ابن سويط ؟>>
<< اين الظفير ؟>>
<< اين شمر ؟>>
<< ما هي اخبار الاخوان ؟>>
<< كيف حال المراعي ؟ >>
وقال لنا : ان ابن سويط على بعد بضعة اميال في منطقة مغيزل.
وصاحبنا هذا الجديد هو << جالي بن جريد >> كبير ال كثير احد افخاذ الظفير
وهو رجل مشهور بغزواته و معرفته بالصحراء < دليل > وعلى شداده علق جربوعا
وهو حيوان بعد طعام شهيا جدا بالنسبة الى البدو .
وقال هذا الشيخ: << بالله عليكم لا يجب ان اترككم تمرون دون ان تمالحونا / تتناولون طعاما في بيتنا/ ولكن قومي في رحيل >>.
جالي بن جريد
هو كما ذكر ابو فارس << غلوب باشا>> ووصفه الراوي في < البادية > برئيس قومه
وكان مكرما عند الملك عبدالعزيز ال سعود ، ويروي انه خرج معه عدة رحلات قنص، وهو
مشهور بقوة النظر و حدثت انه كان يعتزي باخو بهيش و ان كنيت ابو مضف.
وهو من كرماء قومه والعرب حتى قيل له لتودده واهتمامه بضيوفه :<< حباب ضيفه>> .
وال كثير وهم من بني لام القبيلة المعروفة من البطون من قبيلة الكثير ، وهم اخوال كثير
من شيوخ القبيلة اي قبيلة الظفير ، مشهورين ككل اللامين بنجابة من يكونون اخولاا له.
المصدر:
كتاب حرب بالصحراء غلوب باشا
|