للنقاش ( أسباب قلة أعداد آل كثير)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا باهلي وناسي مساكم الله بالخير كلً باسمه
أستأذنكم بمحاولة شخصية لتحفيز البقية العارفة بالقبيلة للمساهمة في تفسير أسباب قلة أعداد الكثران في الجزيرة العربية وأنا للعلم قاري عادي لا أملك معلومة محددة فقط هي تساؤلات أتمنى مشاركة الجميع وأسجل شكري هنا لأبن عمي الغالي رشيد الكثيري وللأخ العزيز الفضلي الطائي والاخ أيمن النفجان وأبوعبدالكريم البازع فقد أستفدت منهم كثيراً في معرفة قبيلتي ومازلت أستفيد منهم .
الكثران من خلال تتبع القاريء لهم ومعرفة إنتمائهم كفرع من قبيلة عظيمة العدد والقوة هي بني لام التي سجلت كتب التاريخ بعض مواجهاتهم الحربية مع القبائل الأخرى وحققت إنتصار في تلك الحروب أو المغازي نلاحظ قوتهم وهذه القوة بالتأكيد هي دليل على تجمع كبير وهذا التجمع متمرّس على الحرب وهذا التجمع كذلك له مكانة يدافع عنها وأرض يحميها.
وإذا تتبعنا تاريخ بني لام ، نجد أن بداية نزول بني لام الى نجد هو بعد خروج بني هلال بن عامر الذي ينتمي لهم ابو زيد الهلالي منها بسبب القحط في نهاية القرن الخامس اي عام 600 هـ تقريباً
وهي حتى هذا التاريخ أي 600هـ عند نزولها لم يحدث فيها إنشقاق لأفرعها منفردة بدليل نزولها كاملة وكذلك المواجهة المؤرخة في 612 هـ وهي معركة بالقرب من القطيف مع أمير المدينة مالك بن سنان بسبب مساعد بني لام لأعداء الدولة الايوبية وهم العيونيين تدل على أنهم مازالوا يتحالفون باسم لام وليس أحد أفرعها.
ويبدوا أن التفرق حصل بعد النزول ليس قطعا بسبب خلاف إذا أخذنا بالإعتبار أهمية قوة التجمع والإشتراك في الدم والحميا وكذلك بلوغ القبيلة أوج قوتها في القرن العاشر ، فقد يكون بسبب جغرافية نجد الصغيرة التي كانت تضم أطياف من أبناء القبائل ولكثرة بني لام التي فرضت عليهم التوزع فيها بحثاً عن المراعي وقد يكون هذا التوزع لفرض سيطرة كذلك لان أفرعها فرضت سطوة على وسط الجزيرة العربية على مدى 400 سنة تقريباً قال سلطان طريخم السرحاني في كتابه ( جامع أنساب قبائل العرب) : لام بن عمرو : بطن من طيء ، كانت منازلهم بين المدينة وجبلي طيء ، والمدينة النبوية وماحولها ، وجبل أجا وسلمى وكثروا بنو لام بعد هجرة بني هلال فملأوا بين المدينة وإلى الوشم بنجد فكانت لهم منعة وقوة تضاهي ماكان لبني هلال حتى ضرب بهم المثل ( يشبع بني لام ) لكثرتهم.
ومن خلال كتب التاريخ نجد أن أول ذكر يشير إلى أفرع القبيلة منفردين ويؤكد وقوع الصدام بين أفرعها كان في منتصف القرن التاسع وقبله بقليل ففي عام 851 هـ اناخ آل فضل مع بني عمهم آل مغيرة وحصل بينهم قتال إنسحبت على اثره آل فضل.
وكذلك أول ذكر لآل كثير منفردة كان في عام 861 هـ في ذكر مناخ السر بين عنزة و معهم آل كثير ضد الظفير و معهم قبيلة حرب و تقاتلوا لمدة عشرين يوم و هزمت الظفير والظفير من بني لام .
لكن هذا الصدام والله اعلم أنه يحدث بين جماعات صغيرة من الأفرع متحالفة من أجل الكسب أو من أجل تقاسمه ولا يدل دلالة قاطعة بالفرقة التي تفترض الإنعزال التام عن القبيلة بدليل قول المؤرخين الذين أشاروا إلى قوة بني لام وهذه القوة لاتأتي إلا بالتجمع والإتحاد ومن أقوال المؤرخين ماذكره محمد البلهيد قال : فالقبيله التى كانت لها الشوكه والقوه والغلبه على جميع القبائل هم بنى لام فهم أهل البلاد فى القرن العاشر , صارو هم أهل الوطن ومن عداهم أجانب عنه وكذلك عبدالله البسام فى كتابه علماء نجد فى سته قرون حيث قال: أن بني لام بعد القرن الرابع الهجرى فى نجد أكبر القبائل العربيه وأشدهم بأسا .
وقبيلة بني لام وهي بهذه الكثرة والمنعة والسلطة البدوية حملت مظالم كثيرة في حق القبائل حتى تثالبت عليها تلك القبائل في حلف الدواسر وحفزتها للخروج طلباً لارض أرحب واللالتحاق بقبائل أبناء عمومتهم في الشمال حيث قامت باديتها بهجرتها الكبيرة من نجد إلى الشمال وأتحدت مع أبناء عمومتها من قبائل طي وهذه الهجرة أحدثت في أفرعها تداخل حتمي وإختلاط بين عشائرها سوى من هاجرت أو من بقيت بشكل أربك النسابة القلائل وحتى بعض أفراد العشائر أنفسهم ولأن بني لام في مجملهم بادية لم يقدر لهم التدوين لتاريخهم وعشائرهم ليتضح الامر بجلاء وحتى من بقي من الكثران في حاضرة نجد أعداد قليلة بالتأكيد أضطرت لحاجة الأمن وخوف الثأر كجزء من قبيلة منهزمة أضطرت إلى الالتصاق في كيانات أبناء عمومتهم من أفرع القبيلة التي بقية بحاضرة نجد أو تحالفت مع قبائل قوية وأندمجت معهم والقليل منهم بقي على إسم القبيلة آل كثير.
|