من كتاب الليدي أن بلينت
الموضوع ( من كتاب الليدي أن بلينت )
رحلة إلى نجد سنة 1878م
والذي رافقهم من تدمر ( خويهم ) محمد العبد الله العروج. سوف نأخذ منه مقتطفات من هذا الكتاب ونعلق عليه.
حدث شيء غريب أثر كتابة هذا السطور، فلم نكد نخيم في بركة متهدمة ونستعد للمبيت، حتى جاءنا ستة رجال على جمالهم من الشمال الشرقي صوبنا مباشرة، حاولنا تخمين هويتهم، أهم شرفاء أو لصوص من شمر أو الظفير، كان من الواضح أنهم ليسوا مبعوثين إلى موكب الحج، إذ كان على كل ذلول رجل معه حربته، آتين على عجل، توجهوا فورا إلينا وأناخوا جمالهم وأنزلوا الخروج والشدايد ثم أعدوا مخيمهم لقضاء الليلة هنا ، بعد ذلك أتوا إلى خيامنا وخاطبوا محمداً والخدم الذين دعوهم للجلوس وشرب القهوة.
جاء محمد إلينا فورا وهمس بأنه أحس بأنهم من الظفير وينبغي التأكد من ذلك.
جلسوا وبدوا يتحدثون بمواضيع شتي إلى أن قدمت القهوة، وبعدها سألهم محمد من أين أتوا وإلى أين ذاهبون ، أجابوا بأنهم من الكثيرين وبأنهم مبعوثين من قبل شيخهم إلى حائل في شغل، وأن هدفهم هو العثور على قريب لشيخهم كان قد سمع أنه نزل ضيفا على ابن رشد، ليدعوه إلى مضاربه ربما نكون قد سمعنا به ، اسمه محمد بن العروق واسم الشيخ مطلق بن العروق ] ص235 [.
أبصرنا فجأة ثلاثون رجلا يصعدون الهضبة كل على ذلوله ويتجهون نحونا مباشرة، تهيئنا للدفاع رغم احتمال كونهم من قبيلة مطلق] ص 340[ .
يتميز الشيخ مطلق بهدوء وتواضع كبيرين لكنه يفرض وقاره واحترامه وهو يتحلى بالباقة واللطف النادرتين، ولقد أحببناه. ] 340[ .
لم تكن هناك حاجة للاستنفار، إذ سرعان ما تقدم أحدهم مسرعا على بعيره، وحّيانا بصوت جهوري وتبينا أنه حزام، وهو الرجل الذي سبق أن ذهب ليعلن قدومنا إلى مطلق. وبعد خمسة دقائق جاء الشيخ نفسه وترجل عن ناقته، وبالطبع كان هناك الكثير من القبلات والعناق بين محمد وأقاربه، ] 340 [.
كان مطلق قد أصطحب معه فرسه الصغيرة التي تشبهه تماما، فهي عجوز ولا يميزها سوا سلالتها الصافية. إنها كحيلة أم جراس . وكانت قديما ضمن خيول ابن سعود .] 341 [.
بقي الرجل راكباً ذلوله وامتطي قريبه شطي الفرس، وذهبا معنا وأفادنا بمعلومات قيمة . ] 341 [.
بعد هذا الاستقبال ذهبت لزيارة عائلة مطلق، ولما عدت وجدت والفريد يتفحص الأفراس التي كنا رأيناها ترعا قرب الخيام. ] 342 [ .
وإذا بحزام ابن العروق أخي مطلق يركب فرسا جميلة بحق، أخبرنا أنها صقلاوية جدران وهي الوحيدة المتبقية في نجد، وأضاف أنهم أجبروا على أخفاء اسم سلالتها لعدة سنوات خوفا من تعرضها للانتزاع بالقوة . فقديما عندما كانت السلطة بيد الوهابين كانت كل فرس مشهورة عرضة للأخذ لإسطبلات الرياض . وكان ابن سعود يعلن الحرب على أية قبيلة كمجرد حجة لاحتضان خيلها . أما اليوم فابن الرشيد يفرض ضغوطا على أصحاب كرائم الخيل ليحملهم على بيعها له، إلا أنه يدفع ثمن ما يأخذه . ولقد طلب هذه الفرس كل من ابن رشيد وناصر الأشقر الذي يملك أفضل مجموعة خيول بعد ابن رشيد وابن سعود. ] 343 [ .
الاستنتاج من هذه المقاطع:
أولا : محمد العروق وهي تقصد العروج وقد يكون الخطأ من الترجمة، وأما الشيخ مطلق فهو مطلق الغروب وسوف نبين ذلك.
1- أن هؤلاء هم بادية الكثران الذين جاءوا الظفير في القرن التاسع عشر ميلادي ولا تخفى صلة القرابة بين قبائل بنى لام ومنهم الكثران والظفير ولذلك بعد أن بدا نزوح القبيلة من وسط نجد إلى شمالها، وأستقر أمر بادية الكثير ( الكثران) مع ابناء عمومتهم من الظفير وقد أشارت الرحالة إلى ذلك بالدلالة على لهجتهم الظفيريه.
2- لا يخفى على أحد أن بادية الكثران في ذلك الوقت لم يكن معهم أحد من آل عروج وإنما لهم أبناء عمومتهم الأقربون وهم آل عساف والذين لم يبق منهم سوى الغروب ( الغرب ) والفريج والخشبة ( أبو خشبه ) فلما سمع الغروب وخاصة الشيخ مطلق نبا ضيافة ابن عمهم الذي فقدوه من زمن بعيد عند ابن رشيد أرادوا دعوته للنزول عليهم وإكرامه وصلته، وهذا يدل على أن العروج من العساف، فربطته المؤلفه بصلة القرابه هذه بأن جعلت الغروب هم العروج، وهذا خطأ وارد على مثلها لأنها أجنبيه، فهؤلاء ( الشيخ مطلق ) وابنه حزام وابن أخيه شطي هم الغروب وليس آل عروج.
3- بقية سلالة هذه الخيل التي ذكرتها الرحالة عند أسرة الغروب إلى عهد قريب قبل أن تستوطن بادية الكثران الكويت، وكان آخرها فرس يقال لها ( الشوشليه ) وكانت عند بقيص بن هيلم الغروب، وكان قد عرض عليها أمام الملك عبد العزيز بعد معركة السبله، وأراد الملك أخذها فامتنع بقيص الغروب عن أعطائها لمكانتها عنده .
4- يدل على أطلاق لقب ( الشيخ ) على الشيخ مطلق الغروب أنه كان شيخ بادية الكثران ولا يخفى على المطلع السلسله التاريخيه لأسماء شيوخ الكثران أن مشيخة الكثران في آل عساف وآخرهم الشيخ مطلق الغروب، الذي كان له منزلة عالية بين شيوخ القبائل ويدل على ذلك انه قد ذكر الليدي آن بلنت انه سوف يرحل إلى
( السبعه من عنزه ) من أجل مفاوضتهم لإنزال قبيلته في ديارهم بسبب القحط الذي أصابهم ، ووصفته بأنه يفرض احترامه ووقاره ويتميز بهدوئه وتواضعه .
5- الشيخ مطلق الغروب المذكور في هذه الفقرات السابقة له من الأبناء حزام ولم يعقب من الذكور، وابنه الآخر هزاع وقد أنجب حرموص ومن حرموص شناوه وهزاع، وأبنائهم اليوم كثر والحمد لله ، وشطي المذكور هو ابن علي الغروب، والشيخ مطلق الغروب يكون عماً له، وأنجب شطي ابن واحد هو الهيلم ومن الهيلم بقيص وفليفل، ولم يعقب بقيص ذكورا وأما فليفل فأبنائه متواجدون مع ابناء عمومتهم، وأسرة الغروب جميعهم بالكويت مع أبناء عمومتهم الكثران.
الكاتب : جاسر هزاع حرموص هزاع مطلق الغروب
|