الشاعر / حماد بن هندي الكثيري وأمير الحائط
حمّاد بن هندي الكثيري
الشاعر حمّاد بن هندي الكثيري ، من سكان الحائط بمنطقة حائل ، وهو في الأساس من أهل القصيم وعاش بالحائط بقية عمره إلى أن توفي سنة 1367هـ ، ويقال أن وفاته كانت في أواخر الثمانينات الهجرية وربما كان هو القول الأقرب للصواب .
وكان بين الحين والآخر يتواجد بمجلس الأمير جابر الجابر أمير الحائط يستأنس الأمير بقصائده ، وذات يوم عندما دخل إلى مجلس القهوة قال له الأمير لقد أتحفتنا بالكثير من قصائدك الجديّة ، أما الآن فنريد منك أن تسمعنا قصيدةً غزليّة تنعش بها قلوبنا فأعتذر الشاعر بأن ليس لديه قصيدة غزليّة وليس هنالك من يتغزل به ، فقال الأمير لن تخرج من هنا قبل أن تسمعنا قصيدة فقال أمهلوني إلى الغد ، فرفض الأمير وألحّ عليه أن يقول الآن ، فقال إذاً إسمحوا لي أن أخرج من هذا المكان لعلّي أرى ما يدفعني إلى تحقيق ما ترغبون ، فسمح له الأمير وخرج ورأى نساءً قد حلمن حزماً من حصيد الزرع بقصبه وسنابله فوق رؤوسهن فعاد إليهم وهو يترنم وينشد قائلاً :
وا حشّ قلبي حش زرعٍ بدوا به ==== بأرضٍ حشاك وحورفوا بالنجازي
ويا ونتي ونّة مريضٍ عنوا به ==== عضيض غلث وشم دم البرازي
على الذي يا خليف ماني بصوبه ==== لا هو ولد عمّي ولا هو مجازي
العين عين موحشٍ شبكوا به ==== طيرة بحر ما تنزل إلا النوازي
والخد قرطاس الشريف إكتبوا به ==== أصفى من الكاغد(1) على الشمع لازي
ومبيسمٍ سلك الحرير انضموا به ==== أصفر حمر وعلوّ كهرب ومازي
وريقٍ يشادي للعسل حين ذوبه ==== يصفى من اللولو بصافي القزازي
فكان للقصيدة وقعٌ طيب بالنفوس وانتشرت في كل مكان لرقتها وعذوبة ألفاظها وأعجب بها الكثير من الناس ويعد ذلك قدم " حماد " إلى المستجدة وأجتمع بمجموعة من الشعراء وكان معجباً بقصيدته مما جعله يقول لرفاقه أنكم لا تستطيعون أن تجاروني بهذه القصيدة التي قلتها وأنشدهم إياها فقال الشاعر رشيد بن دخيل الله أمير المستجدة :
وا قلبي اللي بايهاتٍ دروبه ==== ونقسٍ تكسر مثل وصف القزازي
يا شوق عطني حبةٍ بس نوبه ==== والله فلاني عن مراعاك عازي
الردف شطٍ مرملٍ جمدوا به ==== مرباعها بين العلم والنفازي
ثم تلاه الشاعر عبد الرحمن بن ناصر الحيدان وقال :
وا قلبي اللي بايهاتٍ دروبه ==== ونفسٍ تكسر مثل وصف القزازي
على هنوفٍ ما درى وين صوبَه ==== ضاف الجعد راع الثمان اللوازي
علمي بها يوم البلاد معروبه ==== دنوا لها حر سريع امتيازي
الردف شط اللي هله ما سطوا به ==== بس العساف ورملت للمغازي
مدري مع اللي للحجر فيضوا به ==== والا مع اللي سندوا للحجازي
ثم تلاه الشاعر إبراهيم الشعيفان وقال :
وا ونتي ونّة شريفٍ حكوا به ==== عقب الختوم اليوم ماله مجازي
على هنوفٍ شفتها بس نوبه ==== عين العنود اللي تقود الجوازي
الخشم سلّة نافعيٍ سطوا به ==== وثمان مجليات بيضٍ لوازي
والله عذلت القلب ما قال توبه ==== عيا يطاوعني ولا هو بعازي
ثم تلاه الشاعر ناصر بن حمود الهايف وقال :
واتل قلبي تلتينٍ بنوبه ==== تلّيتني يالشوق تلّة حجازي
أبو نهودٍ مزّعن جيب ثوبه ==== شبّت على وسط الضماير بقازي
والنفس ما هي عن المراد محجوبه ==== مير الهوى يذل رجالٍ عزازي
وتلاه الشاعر عبد المحسن بن حمود الهذيلي وقال :
قلبي على خلّي توارد طنوبه ==== ولاني على فرقاك يالخلّ عازي
العين عين اللي ورد جو جوبه ==== متذيرٍ من ناقلين الجهازي
أبو نهودٍ شولعن نقش ثوبه ==== بيض الحمام والتراقي لوازي
ريقه كما شكلٍ هنيٍ شروبه ==== يا عود ريحانٍ شمخ باللزازي
والراس ذيل مهيرةٍ صفقوا به ==== دلّت تشوح بالرجال الدرازي
_________________
(1) الكاغد : الورق الخاص بالكتابة .
المصدر : شعر قبيلة بني لام وأخبارها لـ رشيد سعد الكثيري
|