الليلة الثانية
أتت " شهرزاد " اليوم وجلة ، من أمرها عجلة ، تريد الاعتذار عن الحكاية ، 
 
وتطلب ارجاء قصة نسل القردة والخنازير الى اليوم الأخير 0
فهدأت من روعها وطمأنت نفسها ,سألتها عن أسباب وجلها ، وانقطاع أملها 0
فقالت:
اتضح أنه بيننا حيات وأفاعي ، وغربان نواعي ،
 
 فقلت ما أغرب هذا الذي تقولين ومن هؤلاء الذين تذكرين؟ 
فقالت : دعنا الآن من هؤلاء ، ومن أبلغ عنا ومن أساء ، ولنجعل هذا المساء ،
 
 لذكر الحديث عن مدن السلطنة ، وما جرى بها من بعد موت الحكمة والهيمنة 0
اذ جاء " القفاتورك " واعتلى سدة الولاية ، ووضع كلمة النهاية ، 
 
اذ أمر بترك الكتاب، واغلاق المقاريء والكتاب ونزع الى المجون ، 
وترك الثغور والحصون ، اذ أن المذكور " قفاتورك " كان من أصحاب الزقفونة ، 
 
فعجبت وسألتها وما الزقفونة؟
قالت شهرزاد: انه يكتسب احدى صفات الحمار ، وهو من رهط الزار ، والفسقة الأشرار ، 
 
وهو غلام يتطربش ، ويتزوق في الليل ويتدندش ، وهو يميل الى الرقاعة , 
 
ولا يهدأ الليل ساعة ،
ولذا هو من الكتاب موتور ، اذ يفضحه لهذا الفجور ،وينذره بالثبور وعظائم الأمور ، 
 
وهو من العقيدة مشتاك ، والى الرزيلة مشتاق 0
فقلت : سبحان الله العظيم ، وكيف بلغ هذا المسخ للصورة والاسم الى سدة الحكم ؟
 
فقالت : يا هذا ، اننا في زمن الصغار حيث يحتل مكان الليث الفار ، 
 
وسبحان مقدر الأقدار ومبدل الليل النهار ،
 
 وهكذا دعى هذا " القفاتورك " الى ما أسماه العلمانية وهي طعام يسوى في صينية ،
 
 كالفطائر المقددة والبقلاوة المنضدة ، يأكلها من الناس الأغبياء ، ويدعى اليها البلهاء ، 
 
وتستهوي من الرجال والنساء ، كل مصاب بداء ، فتكون نهايته الزقفونة ،
 
 ولو أنك نظرت الى كثير من السواد الذين يتحكمون في العباد
 
 فيغلقون المعابر والدروب من أصحاب الزقافين والندوب 0
 
فجعلت أردد:
 
صاح ان الزقفونة داء رجال ات دفينة
علمتنا اليوم لا نبقى على ظهر السفينة
كما " قفاتورك" من راكب قوم يركبونه
ويله من قرين 00000 ويله من قرينة
 
فلما رأت على وجهي الشرود ، وكأني لست بموجود ، قالت : 
يا أنت ما بالك من خصلة واحدة ، أتتك الرعدة الواعدة ، فماذا ستفعل كل يوم 
 
وأنت تسمع الشؤم عن هؤلاء القوم ، وتعرف أنهم وجوه نحس وبوم ،
 
 وأنهم لا يحملون للعباد غير الشؤم ، وأنهم تسري في دمائهم الأمراض العضال ،
 
 ينقلونها للجديد من الأجيال ، فيطعمونهم" الهامبورجر والسوسيس "، 
 
وهي أشياء يأتي بها الجواسيس ، يعجنونها من وراء الكواليس ،
 
 بكل ما هو مسرطن وخسيس ، ليأكل منها الأولاد ، فيفقدون الهمة والرشاد ،
 
 فيغلقون المعابر ، ويفتحون المقابر ، ويحرقون المنابر ، ويكذبون في الجرانين ،
 
 ويتهمون المقاومين ، ويقتلون الأطفال في " حمستين" و00000000
هنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام غير المباح ، 
 
وقالت ان غدا لناظره قريب ، فاذا تركونا للغد ، فسوف نكمل الحكاية 
باحدى بلاد السلطنة0
ونترك الليلة الثانية ، ننشد الاكمال في الليالي القادمة