شاعرة المليون.. و إشكالية التصويت
			 
			 
			
		
		
		يقال لا يوجد أحد من العرب إلا و وهو يقدر على قول الشعر قل قوله أو كثر ...بسبب طبيعتهم  
و الكلام لا يختص بالرجال دون النساء ...  
 
فاللغة و الغريزة كما يقال أيضاً... لا تختلف و إنما يتفاوت الجنسان في فنون القول لا في القول نفسه....  
 
لذلك إذا كان الكل يقول الشعر فالبقاء و التميز لأكثرهم إبداعاً ... و بما أن التاريخ لا يذكر لنا شاعرة تميزت بالجملة و لا كاتبة أتقنت بحيث لم يشاكلها و لا ينافسها أحد ... فكانت الطبيعة حجاباً مضروباُ قبل الحجاب الذي ضربه الرجال عليهن كما يقول مصطفى الرافعي  
 
قلّت الشاعرات و زادهن قلة أن تاريخ النساء فيهم إما عِـرضاً يسلب بالسيف أو عِـرضاً يحمى بالسيف و بل وكانت أما لم تلد إلا قاتلاً أو مقتولاً 
 
فالمرأة تتميز بشدة الجزع و شدة الصبر ... مما يحد من مكانة الشعر في طبعها 
 
إضافة إلى أن العرب يسمون الشعراء أظفار العشيرة ( لسانها السياسي )  
و المرأة لا تصلح لأن تكون ظفراُ و لا ناباً.. فهي فاكهة العيش و ريحانة الحياة و مبعث الأمل  
 
و كذلك العرب لا يرون كل كل من يقول الشعر ..شاعرة بل الشاعرة هي من تكثر من القول و تتصرف في فنونه و معانيه . 
 
فالشاعرات يتميزن في الرثاء و بعض الغزل و شعر  الأطفال و الشعر الذي يبث الحماس في الحرب  
 
و يقول الرافعي  
لا يهولنك كثرة أسماء النساء اللاتي يقلن شعراً فعمود الشعر عندهن الرثاء و لم تبن منهن إلا الخنساء و ليلى الأخيلية 
 
و العجيب أن اللذين ألفوا في طبقات الشعراء لم يذكروا الشاعرات معهم لا في الحجاز و لا الشام و لا العراق و لا مصر و المغرب و الأندلس... إذ لا يكاد أن يعرف في التاريخ كله من تستحق اسم الشاعرة غير بضع نساء معدودات  
 
 
و يتكرر الوضع في عصرنا الحالي مع انتشار هوس الشعر في الفضائيات و المجلات و الأمسيات و الأصبوحات فأصبح الشعر على لسان الأطفال و الكبار الرجال و الإناث 
 
و لن نستطيع أن نطلق لقب شاعر إلا على المتمير في بث الحماس و التعصب في كل من ينتمي إليه فكراً و اعتقاداً و انتماءً قبلياً تارة و دينياً تارة أخرى 
 
 
فنتيجة التصويت دائماً و أبداً هي الفيصل و لها الكلمة الفصل 
 
و ستدفن فيه الشاعرة و توأد فهذا الميدان ليس ميدانها فلا يمكن لشاعرة أن تطلب النجدة و الفزعة في التصويت لها لأنه تصرف خارج عن المألوف و المعقول 
 
و لن تخدمها شاعريتها مهما بلغت في أن تنافس لتصبح شاعرة الجمهور أو المليون أو الخليج أو العرب.....و لن تكون أميرة الشعراء  
 
 
بالنهاية 
 
وجود بعض الشاعرات في برامج الشعر مجاملة و ديكور  ليس إلا 
 
 
 
 
 
--- 
 
 
من مذكراتي 
-- 
المراجع 
 
تاريخ آداب العرب للرافعي 
و 
ملاحظات من أرض الواقع 
 
 
 
 
 
 
		
		
		
		
		
		
	 |