الـــــــــزول .. زولـــــــــــه
شعر : زوجة ابـن عـــروج
( 22 بيتاً .. على بحر المسحوب )
هذه غرة رثاء الأزواج في شعرنا العامي , وهي لزوجة وديد بن عروج قبل أكثر من ثلاثمئة سنة .
القـصـيــدة :
قُتل زوج شاعرتنا , وهو ( وديــد العروج ) في أحدى المعارك مع قبيلة شمر , وكان وديـد شجاعاً فارسا ً له ناقة ذلول أصيلة , وكانت لاتحمل الشحم لكثرة مايجهدها (وديـد) في مغازيه البعيدة .
وبعد وفاته تزوجت هذه المرأة من أخيه ( لـزام ) , ولكنه ركن للراحة , ورأت الزوجة منه تثاقلاً عن الأخذ بثأر أخيه حتى مرت سبع سنوات دون أن يفعل شيئاً , ولم يكثر من الغزو كأخيه الراحل , فاستنكرت ذلك منه , وأنشدت هذه القصيدة تتذكر أفعال زوجها السابق , وقد استثار لزام البيت الأخير من القصيدة , فأخذ ناقة أخيه التي كانت قد سمنت كثيراً بسبب تعطلها عن المغازي , فغزا عليها ثلاثة أشهر , وكسب حتى قالت الزوجة فيه قصيدة تمدحه , وكأنها تعتذر عن ذلك البيت الذي صار مثلاً يضرب , وسبباً لشهرة القصيدة .
الشاعر :
آل عــروج هــم شــيوخ آل كـثير ( الكــثران ) من بـني لام الطـائـيـين , ومنازلهم كانت حول منطقة العارض . أما شاعرتنا فـكانت زوجة للشيخ وديد العروج الذي قُتل في معركة مع قبيلة شمر في حائل , ويعتقد أن ذلك حدث في القرن الثاني عـشر خاصة وأن لغة قصائد الشاعرة , ونـظام تقفيتها لايجعلنا نعود بها إلى قرون أبعد , كما أن الليدي آن بلنت التي زارت المنطقة في أواخر القرن الثالث عشر الهجري تحدثت عن هذه القصائد بلغة الماضي شبه البعيد .
ولما قُتل وديـد تزوجت الشاعرة أخاه لـزام العـروج , وليس لدينا معلومات عن حياتها سوى مايذكره الشعر من أنها وجدت في زوجها الجديد تهاوناً عن الأخذ بثأر أخيه , فقالت قصيدتها هذه ثم أنها استثارت حماسته , فعاد للغزوات والحروب , ولما عاد منتصراً من أحدى غزواته كان عازماً على طلاقها لولا أنها استقبلته بأن أمسكت خطام الناقة , وهي تنشد :
يابكرتي .. وش علم حالك نحيفي ** أشوف حالك .. واني عقب الأردام ..
عقب الفسق ومهادرك بالمصيفي ** ومصاول القعدان , ومرباعك العام ..
عقب الأباهر , والسنام المنيفي ** صرتي كما المفرود من ضرب ( لزام ) ..
قـطـع عليــك ديار قوم تخيـفي ** تسعين ليـلة راكــب الهـجن ما نـام ..
فرضي عنها , وقال أبياتاً يفــتخر بها بشجاعته , وإلى هنا تقف مرويات الشعر عن أمدادنا بأخبار هذه الشاعرة , وتجدر الإشارة هنا إلى أن الرحالة الإنجليزية الليدي آن بلنت تحدث كثيراً عن آل عــروج نظراً لأن دليلها كان أحد أحفاد هذه الأُسـرة , وفي كتبها معلومات جيدة عنهم .
ثم ذكر القصيدة المشهورة ..
منــقول .. من كتــاب : ( المعــلــقات النبــطيــة ) _ اقتراح غير ملزم _
اختيار وتحقيق : إبراهيم بن حامد الخالدي ..
الطبعة : الأولـى عام 1428هـ_ 2007م .
الناشــر : مانشيــت للدعاية والأعــلان _ الكويــت .
آل عـــروج .. في كتــاب ( المــعلــقــات النبـــطــيــة ) ..
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
