واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُـــــــهُ شَبِـــمُ = وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ 
 
أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي = وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَـمُ 
 
أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَـوارِدِها = وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ 
 
إِذا رَأيتَ نُيــــوبَ اللَيثِ بارِزَةً = فَلا تَظُــنَّنَّ أَنَّ اللَيــثَ يَـبتَسِـــمُ 
 
وَمُهجَةٍ مُهجَتي مِن هَمِّ صاحِبِها = أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَــــــرَمُ 
 
رِجلاهُ في الرَكضِ رِجلٌ وَاليَدانِ يَدٌ = وَفِعلُهُ ما تُريدُ الكَفُّ وَالقَـــــدَمُ 
 
فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُنــي = وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ 
 
صَحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُنفَرِداً = حَتّى تَعَجَّبَ مِنّي القورُ وَالأَكَمُ 
 
يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُـــــم = وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَــدَمُ 
 
إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِـــدُنا = فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَـــــــمُ 
 
كَم تَطلُبونَ لَنا عَيـباً فَيُعجِـــزُكُم = وَيَكرَهُ اللَهُ ما تَأتونَ وَالكَـــــرَمُ 
 
إِذا تَرَحَّلتَ عَن قَومٍ وَقَد قَــدَروا = أَن لا تُفارِقَهُم فَالراحِلــــونَ هُمُ 
للأبي الطيب المتنبي .. 
		
		
		
		
		
		
	 |