قبائل الازد وقصيدة علي بن أبي طالب رضي الله عنه $
			 
			 
			
		
		
		هذه قصيدة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قبائل الأزد 
 
 
 
يذكر النسابون أن القبائل التي تنتسب إلى الأزد افترقت على نحو ست وعشرين قبيلة، وهي:غامد، و جَفْنَة، وغسّان، والأوس والخزرج، وخُزاعة، زهران ،ومازن، وبارق، وألمع، والحجر، والعَتيك ، وراسب،ووالِبَة، وثُمَالة، ولِهْب، ودُهمان، والحدّان، وشَكْر، وعَكّ، وفَهْم، والجَهاضم، والأشاقر، والقَسامل،. 
 
 
وهناك من يقسمهم على هذا الأساس . قال ياقوت : الأزد تنقسم إلى أربعة أقسام : أزد شنوءة ، وأزد السراة ، وأزد عمان ، غسان ،  
 
ولذلك قال كثير النجاشي : 
 
فإني كذي رجلين رجل صحيحة *** وأخرى بها ريب من الحدثان 
 
فأما التي صحت فأزد شنوءة *** وأما التي شّلت فأزد عمـان 
 
 
 
القصيدة مع الشرح  
 
 
 
1 الأزد سيفـي علـى الأعـداء كلـهـمُ ****وسيف أحمد من دانت لـه العـربُ  
2 قوم إذا فاجـأوا أبلـوا، وإن غلبـوا****لا يحجمون، ولا يدرون ما الهربُ  
 
 
2- المعنى: هم قوم إذا فاجأوا العدو وخاضوا المعارك أبلوا بلاء حسنا وأظهروا شجاعة عظيمة، وإن غلبوا على أمرهم فإنهم لا يتراجعون ولا يعرفون شيئا اسمه الهرب. 
 
 
 
 
 
3 قومٌ لَبُوسُهُمُ.. في كل مُعْتَرَكٍ ****بِيضٌ رِقَاقٌ، وداوُودِيةٌ سُلُبُ  
 
 
 
3- المعنى :- 
بيض رقاق: إشارة إلى السيوف . 
داوودية: إشارة إلى الدروع، ويقال: نوع من الدروع . 
سلب: خفيفة . 
 
 
 
 
 
4 البيضُ فوق رؤوسٍ تحتها اليَلَبُ **** وفي الأنامل سُمْرُ الخَطِّ والقُضُبُ  
 
 
 
4- المعنى :- 
البيض: السيوف. 
اليلب: الدروع اليمانية. 
سمر الخط: الرماح. 
القضب: السيوف. 
 
 
 
 
 
5 وأيُّ يـومٍ مــن الأيــامِ لـيـس لـهـمْ**** فيهِ.. من الفعلِ ما من دونه العجبُ  
6 الأزدُ أزْيَـدُ مـن يمشـي علـى قــدمٍ****فضلاً، وأعلاهـمُ.. قـدرًا إذا رَكِبُـوا  
7 والأوسُ والخزرجُ القومُ الذين بهمْ**** آوَوا فأعطَوا (...) فوق ما وُهِبُـوا  
 
 
6- المعنى: أن الأزد هم أزيد الناس فضلا، وأعلاهم قدرًا. 
7- المعنى :- 
الأوس والخزرج: هم الأنصار، أنصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم من الأزد. أعطوا من هاجر إليهم أكثر مما أخذوا. 
(...) : هنا كلمة ناقصة ! 
 
 
 
 
 
8 يا معشرَ الأزدِ، أنتم معشرٌ أُنُـفٌ ****لا يضْعُفُون إذا ما اشتدت الحِقَبُ  
9 وفَّيْتُـمُ.. ووفـاء العهـد شيمتـكـمْ ****ولمْ يخالـط قديمًـا صدقكـمْ كـذبُ  
 
 
8- المعنى :- 
أنف: أصحاب أنفة وإباء . 
اشتدت الحقب: اشتدت الأيام والسنون. 
 
 
 
 
 
10 إذا غضبتـمْ يهـاب الخلـقُ سطوتـكـم ****وقـد يهـون عليـكـمْ منـهـم الغـضـبُ  
11 يـا معشـر الأزد، إنـي مـن جميعـكـمُ ****راضٍ، وأنتمْ رؤوس الأمر، لا الذنبُ  
 
 
 
10- المعنى: غضبكم يهابه الخلق، ولكن غضب الخلق لا تهابونه 
 
 
 
 
 
12 لن يَيْأس الأزدُ مـن رَوْحٍ ومغفـرةٍ ****والله يَكْلأُهـم مـن حيـث مـا ذهبُـوا  
13 طِبْتُـم حديثًـأ كمـا قـد طـاب أوَّلُـكـم ****والشوكُ لا يُجتنَى من فرعه العِنَبُ  
 
 
12- المعنى: الله يرعاهم ويحفظهم ويكون معهم حيث ما ذهبوا؛ فلذلك لن ييأسوا من روحه ومغفرة 
13- المعنى :- 
طبتم حديثا: طبتم أنتم . 
طاب أولكم: طاب آباؤكم وأجدادكم . 
الشطر الثاني: معناه أن طيبكم من طيب آبائكم وأجدادكم، فكما أنك لن تجني العنب من الشوك، فإن طيبكم لن يأتي من سيء . 
 
 
 
 
14 والأزد جرثومـةٌ، إن سُوبِـقُـوا سَبَـقُـوا ****أو فُوخِرُوا فَخَـروا، أو غُولِبُـوا غَلَبُـوا  
15 أو كُوثِرُوا كَثرُوا، أو صُوبِرُوا صَبَـرُوا ****أو سُوهِمُوا سَهَمُوا، أو سُولِبُوا سَلَبُوا  
16 صَـفَــوا، فأصْـفَـاهُـمُ الـبــاري وِلايَـتَــه ****فـلـم يـشـب صَفْـوَهـمْ لـهـوٌ ولا لـعــبُ  
 
 
14- المعنى :- 
جرثومة: أصل، أي أصحاب أصالة . 
إن سوبقوا سبقوا: يسبقون من سابقهم إلى كل مكرمة . 
أو فوخروا فخروا: يفاخرون من فاخرهم . 
15- المعنى :- 
أو غولبوا غلبوا: يغلبون من أراد أن يغلبهم . 
أو كوثروا كثروا: أكثر من غيرهم في العدد، حينما كانت الكثرة مدعاة للتباهي عند العرب . 
أو صوبروا صبروا: لا يجاريهم أحد في الصبر على الشدائد . 
أو سوهموا سهموا: هم الرابحون في المساهمة . 
أو سولبوا سلبوا: يغزون من يتجرأ على غزوهم وسلبهم 
16- المعنى: حينما صفت قلوبهم جعلهم الله من أصفيائه. ولم يعكر هذا الصفاء لهو ولا لعب . 
 
 
 
 
 
17 من حُسْـنِ أخلاقهـمْ طابـتْ مجالسهـمْ ****لا الجهلُ يَعْرُوهمُ.. فيها، ولا الصخبُ  
18 الغيـثُ مـا روضـوا مـن دون نائِلِـهِـمْ ****والأُسْـدُ تَرْهَبُـهُـمْ يـومًـا إذا غضـبُـوا  
19 أنْــدى الأنــامِ أكُـفّــاً حـيــن تَسْـألُـهـمْ ****وأرْبَِط ُالنـاسِ جأشًـا إنْ هُـمُ.. نُدِبُـوا  
 
 
17- المعنى :- 
مجالسهم طيبة محبوبة لما حبوا من حسن خلق . 
يعروهم: يصيبهم 
19- المعنى:- 
أندى الأنام أكفـًا: أكثر الناس كرما . 
أربط الناس جأشا إن هم ندبوا: أكثرهم ثباتا ونخوة إذا انتدبوا إلى النجدة . 
 
 
 
 
 
20 فالله يجزيهـمُ.. عمّـا أتَـوْا وحَـبَـوْا ****به الرسولَ، وما من صالحٍ كَسَبُوا  
 
 
20- المعنى :- 
حبوا: نـَـصَـرُوا. 
وما من صالح كسبوا: ما عملوا من عمل صالح . 
 
 
المصدر 
 
كتاب ( ديوان علي بن أبي طالب رضي الله عنه) 
 
 
شرح الدكتور يوسف فرحات  
 
الناشر  
 
(دار الكتاب العربي) بيروت 
 
 
************************************************* 
 
قول معاوية بن أبي سفيان في الأزد 
 
كان معاوية بن أبي سفيان محبا لهم ، معتمدا عليهم وا ثقا بهم روى الحارث بن يزيد أنه كتب إلى مسلمة بن مخلد وهو على مصر ( ولا تول عملك إلا أزديا أو حضرميا ، فإنهم أهل أمانة )) 
(الــمــصدر : فتوح مصر )  
 
 
قول أنس رضي الله عنه في الأزد 
 
 
وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول ( إن لم نكن من الأزد فلسنا من الناس )) (الــمــصدر : سنن الترمذي ) 
 
 
************************************************ 
 
أقوال العلماء والأدباء على مر التاريخ 
 
ووصف الرحالة ابن جبير أزد السراة بكلام جميل طويل فوصفهم بأنهم أهل صلاح وصدق نية واعتقاد صحيح فقال: (( فلا تجد لديهم من أعمال العبادات سوى صدق النية ، فهم إذا طافوا بالكعبة المقدسة يتطارحون عليها تطارح البنين على الأم المشفقة ، لا ئذين بجوارها متعلقين بأستارها ....)) 
(الــمــصدر : رحلة بن جبير) 
 
 
ووصفهم ابن بطوطة بمثله وأضاف (( وهم شجعان أنجاد ولباسهم الجلود وإذا وردوا مكة هابت أعراب الطريق مقدمهم وتجنبوا اعتراضهم . ومن صحبهم من الزوار حمد صحبتهم ، وذُكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهم وأثنى عليهم خيرا وقال ( علموهم الصلاة يعلموكم الدعاء )) وكفاهم شرفا دخولهم في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الايمان يمان والحكمة يمانية )) 
 
 
وذكر أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كان يتحرى وقت طوافهم ويدخل في جملتهم تبركا بدعائهم وشأنهم عجيب كله وقد جاء في أثر ( زاحموهم في الطواف فإن الرحمة تنصب عليهم صبا)) 
 
 
( المــصــدر : رحلة بن بطوطة، وصحيح البخاري) 
		
		
		
		
		
		
	 |